علي العمودي
نواصل لحديثنا عن بعض الجهات الخدمية التي تذبذب أداؤها خلال شهر رمضان، وهذه المرة من واقع أعطال المكيفات التي ضربت العديد من المساجد في أبوظبي، والعديد منها منذ بداية الشهر وحتى نهايته، وفي مناطق مختلفة من المدينة.
يعلم الجميع أن للشهر الفضيل خصوصيته، وتشهد بيوت الله إقبالا متزايدا في تسابق الناس على الطاعات وبالذات خلال صلوات القيام والتهجد، مما يتطلب استعدادات وترتيبات خاصة لمواكبة هذه الأعداد المتزايدة من المصلين، لا مجرد تصريحات وردية من المسؤولين المعنيين، على نفس شاكلة مديري المناطق التعليمية وتصريحاتهم قبل بدء كل عام دراسي، بذات الديباجة بأنها قد أكملت استعداداتها لاستقبال الطلاب، وأنهت عمليات الصيانة اللازمة، وأنها ستوزع الكتب منذ اليوم الأول للدراسة، لنكتشف أن أغلب المدارس الصيانة فيها تتواصل حتى ما يقرب من نصف العام الدراسي، وكثير منها يطوون نصفه أو أكثر من دون مدرسين لمواد رئيسية، ومع هذا طلابها ينجحون!!.
وبالعودة لموضوع المساجد، لا تجد من مسؤولي الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف سوى أن الموضوع عند «مساندة» التي أسند إليها صيانة المساجد إجمالا بما في ذلك التكييف. وعندما تسأل إمام أي مسجد من المساجد المتأثرة بأعطال التكييف لا تسمع سوى جملة واحدة على ألسنتهم «مساندة لا يردون»!!.
أحد هذه المساجد على الشارع الثاني المقابل لمقر الهيئة، كان المصلون فيه يؤدون التراويح والقيام ودرجة الحرارة داخله- كما تقول الشاشة الداخلية التي صورتها-30 درجة مئوية، والعرق يتصبب منهم، ومنهم من يواصل ومنهم من يؤثر إتمام نوافله في منزله. مسجد آخر في مدينة خليفة وفي الأيام الأولى من رمضان كان أمامه يحث المصلين خلفه على تحمل أعطال المكيف، فهذه «حرارة الدنيا» التفت ليرى أن الصفوف قد اختفت ولم يبق منهم إلا نفر قليل.
البعض في الشركات العامة ممن أسندت لهم مسؤولية صيانة منشآت عامة، يتعامل مع الشكاوى بطريقة لا مسؤولة، معتقدا أنه يمن على المتصل بالرد ومعالجة شكواه.
وقبل قصة مكيفات المساجد، تابعت كيف تعاملت الشركة المختصة والمتعاقدة مع شكاوى المواطنين من عطل مكيفات بيوتهم الجديدة في منطقة الفلاح، أعطال وهي ما زالت في مدة العقد والضمان، ولم يكن أمام المضطر سوى الاستعانة بفنيين من السوق.