علي العمودي
في غضون أيام متلاحقة كنا أمام عدد من المبادرات والمساهمات القيمة لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، جسدت المكانة الرفيعة للمركز وهو يسهم بفعالية في إثراء الجانب المعرفي على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية ودوره في خدمة صانع القرار، وكذلك مشاركته الرائدة في تثقيف الرأي العام.
مكانة متميزة وأدوار بارزة ما كانت لتحقق لولا الدعم المشهود من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز، والجهد الدؤوب والملموس للمفكر الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز.
المحطة الأولى لرصد مشهد التفاعل مع إسهامات المركز كانت من خلال الحيز الكبير الذي شغله مؤلف «السراب» للدكتور جمال سند السويدي من جلسات مؤتمر كلية الدفاع الوطني حول «الإسلام السياسي»، وإشادة المشاركين من الباحثين والخبراء في شؤون حركات الإسلام السياسي به، لما «تضمَّنه من رؤى ثرية ومناهج علمية رصينة، وتسليطه الضوء على الجماعات الدينية السياسية، التي تدَّعي الحديث باسم الإسلام، وتتغذَّى على خداع البسطاء عبر شعارات زائفة للوصول إلى مآربها الخبيثة».
وكانت المحطة الثانية من تلك الوقفات مع المؤتمر الذي نظمه المركز بعنوان «بناء الدولة: تحدي ما بعد انتهاء الصراعات الداخلية في دول التغيير العربية» التعاون مع جامعة «مين» الأميركية، الذي جاء دقيقاً في التشخيص لتحديات البناء والتنمية في تلك الدول، وملامسة واستشراف الخبراء المشاركين لمعالجة تلك التحديات وتجاوز آثارها.
أما المحطة الثالثة، فقد كانت مع المبادرة التي أطلقها المركز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم محاضرات لطلاب المدارس الحكومية في الدولة حول ما يجري في اليمن حالياً «واعتبارات الأمن الوطنيّ للإمارات، لإشراكهم في هذا الحوار الوطني المهم بأبعاده المختلفة»، وعن عوامل ومبررات مشاركة الدولة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق، وإعادة الأمن والاستقرار إليه، وحيث سطر أبطال قواتنا المسلحة أروع ملاحم البطولات والتضحيات.
مبادرات قيمة ومشاركات مهمة تعد امتداداً للدور الحيوي والكبير لمركز نجح في وضع اسمه ضمن صفوة المراكز الفكرية والبحثية في العالم، وسطر إسهاماته النوعية في سماء الفكر والإبداع، ولا نقول أمامها سوى شكراً من الأعماق للقائمين على المركز وعلى رأسهم الدكتور جمال سند السويدي.