بقلم : علي العمودي
أُثلجت الصدور، وارتاح الرأي العام للتوجيهات الصادرة بإيقاف برنامج «الملكة» من تلفزيون دبي بعدما أثار غضباً عارماً لدى مختلف شرائح المجتمع الإماراتي لما حمل من إسفاف وهبوط وإساءة لمجتمع أصيل يرفض مثل هذه البرامج التي لا تنم إلا عن درك سحيق من الضحالة للقائمين عليه.
منذ اللحظات الأولى للإعلان عن هذا البرنامج وبث الحلقة الأولى منه عجبت للكيفية التي مر بها على محطة عتيدة كتلفزيون دبي مثل هذا الهبوط والإسفاف غير المسبوق. وزاده طريقة المغنية أحلام في تقديم البرنامج الذي يفتقر للحد الأدنى من الذوق والفائدة.
جاء القرار ليمثل درساً للجميع بضرورة احترام الذوق العام وفوق كل ذلك عادات هذا المجتمع، و«دانة الدنيا» التي أصبحت رمزاً للتحدي الحقيقي بالعلوم والعمل والاجتهاد، وفي نفس الوقت احتضان واستضافة الفنون الجميلة الراقية التي ترتقي بالذائقة الفنية للإنسان والمجتمع عامة، ولعل أحدث تلك الفعاليات معرض « آرت دبي».
الإمارات التي أصبحت قبلة كل مبدع حقيقي يضيف جديداً، هي في غنى عن أمثال أولئك الفارغين الذين تم حشدهم من المجهول ليظفروا بالخاتم «الحلومي» وينالوا تقريع «الملكة»، بصورة مغايرة تماماً لصورة المرأة الإماراتية وما تحقق لها، وما وصلت إليه من سمو ورقي في مختلف الميادين بعيداً عن الصور المشوهة التي تحاول تقديم نفسها كرمز لهذه المرأة التي كنا خلال الأيام القليلة الماضية مع نماذج متلألئة بعطاءاتها الوطنية الصادقة لا بزيف القشور والغرور المفرط.
درس إيقاف البرنامج المسف والسخيف، سيكون موجهاً استرشادياً لأي برنامج مستقبلي، ولا سيما في محطاتنا الرسمية في حسن الاختيار، ويحدد التوجهات والأهداف المرجوة من هذا البرنامج.
ومن هنا نشكر كل من وجه وعمل على إيقاف هذه المهزلة، وتجاوب مع آلاف المناشدات والنداءات من الرأي العام لإنقاذ إعلامنا المرئي من زمن وإناء أمثال «توفيق عكاشة». تجاوب عبر عن غيرة على المجتمع وقيمه ورموزه ورفضه لأي تجاوز وإسفاف، خاصة لما يقدم عبر القنوات التي تدخل بيوتنا من دون استئذان، وأصبحت تساهم اليوم وبقوة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي في صياغة وعي وشخصية الأجيال الجديدة وبلورة توجهاتها واهتماماتها.
درس يؤكد لنا ضرورة تنمية جانب الاجتهاد والعمل عند النشء بتواضع بعيداً عن فقاعات الادعاء والذات المتورمة بالأوهام والأحلام الواهية.