علي العمودي
خصصت صحيفتنا «الاتحاد» منتداها السنوي لهذا العام الذي انطلق أمس، ويختتم اليوم لقضية تهدد وجود العالم المتحضر، ونعني بها الإرهاب، وتتطلب تضافر جهود الجميع في التصدي لها، خاصة مع تعدد صوره وتنوع تعريفاته من إرهاب الدولة الذي تمارسه بعض الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل ومروراً بالتطرف والعنف المسلح باسم الدين، وما أفرز وفرّخ من جماعات إرهابية بدءاً من الخوارج وحتى «داعش»، مروراً بالإخوان «المتأسلمين» و«القاعدة» ومن لف لفهم.
تخصيص للمنتدى الذي يشارك فيه نخبة من الكتاب والمفكرين العرب، لهذه القضية أنما يعبر عن حالة استنفار هائل تعيشه البشرية لمواجهة برابرة العصر الذين كشفوا عن أقنعتهم الزائفة تحت شعارات إسلامية، وبالذات في عالمنا الإسلامي الذي يعد أكبر مسرح لعملياتهم الدامية والمتواصلة حتى الآن في مناطق شتى منه.
واكتوت بنيرانهم أجزاء عدة منها، ولا سيما في إقليمنا.
أسئلة عديدة تقابلنا عند مقاربة هذه الحرب التي يستعر أوارها اليوم، وتتمظهر بصور شرسة، ولعل في مقدمة ذلك دوافع شخص مثل ضابط الأمن المصري الذي كان مرشحا للبرلمان، ويتحول فجأة إلى انتحاري أو أولئك الفتيان والفتيات الذين يتسللون خلسة من دور ذويهم في أوروبا نحو «الخلافة المزعومة» للبغدادي، ويتحول بعضهن لجوارٍ وإماء عنده.
قبل المنتدى بأيام كنت أُجري مقابلة مع مارسيل وهبة السفيرة الأميركية السابقة لدى الدولة، والتي تزور البلاد بين الفينة والأخرى لإلقاء محاضرات في السياسة الدولية، وبالأخص الأميركية.
عندما أشارت لجانب مهم يتطلب المعالجة في الحرب على الإرهاب، ويتعلق بالتهميش الذي يعاني منه الشباب في العديد من المجتمعات، بما في ذلك في المهاجر الأوروبية، خاصة ونحن -كما قالت- نتعامل مع الجيل الرابع من المهاجرين في تلك البلدان.
فحالة الإحباط جراء التهميش وانعدام فرص العمل في مقدمة أدوات استقطاب هؤلاء الشباب ليصبحوا وقوداً للحرب العبثية للجماعات الإرهابية ممن يعيشون أوهام الخلافة المزعومة.
وجروا معها المجتمعات نحو معارك طائفية ومواجهات القتل على الهوية.
منتدى الاتحاد الذي جاء بعنوان «الإرهاب من جديد» يتناغم مع الجهد الإماراتي المشارك في الحرب العالمية على الإرهاب، ويعظم دور الكلمة والفكر في مواجهة «تتار العصر»، وللإسهام بمقاربة تساعد على تجفيف منابع خطر وجودي.