علي العمودي
افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، كان مناسبة لتأكيد نهج شوروي قامت عليه إمارات الخير والمحبة منذ عصور قديمة، يتعزز معه دور المجلس في عهد التمكين الزاهر لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وقد حرص سموه في كلمته الافتتاحية على تأكيد هذا الدور الذي يولي قضايا الوطن والمواطن كل الرعاية والاهتمام والأولوية القصوى، وأهمية تناولها وطرحها بكل «مسؤولية وأمانة».
الأمر ذاته شدد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منوهاً بدور المجلس باعتباره «مكتسبا اتحاديا»، في وطن يعيش «شورى دائمة» قلوب حكامه قبل أبوابهم مشرعة للجميع. وفيه «المجلس الوطني قناة، والإعلام قناة» ومواقع التواصل الاجتماعي قناة، والكل يعمل من أجل مصلحة الإمارات».
لقد كانت مسيرة المجلس تحاكي تطور الإمارات وتدرج تجربتها السياسية في العمل الوطني، وهي اليوم تنبض قوة وحكمة، تعبر عن تلاحم وطني وضاءً، ولحمة وطنية متينة، وتناغم بين سلطتي المجلس والحكومة، لأن الهدف واحد والمصلحة واحدة. ومن هنا كان الفخر والاعتزاز بما تحقق على امتداد العقود الماضية في وطن يمضي بثقة واقتدار، وعزيمة صادقة لا تعرف الكلل نحو المستقبل، وهو على موعد مع ثمار “رؤية الإمارات 2021” لتضعه في مصاف أفضل دول العالم.
لقد جاء خطاب الافتتاح السامي حاملاً مفاتيح الاعتزاز بدور المجلس، ومحملاً الجميع مسؤوليته كل في موقعه لبذل المزيد من الجهد والعمل، بكل تفان وإخلاص، وإبداع وابتكار، لأجل وطن، قال عنه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «تتصاغر المناصب، وتتوارى الألقاب، وتتعاظم المهام والمسؤوليات، ويزداد البذل والعطاء، لأجل وطن أراد له مؤسسوه أن يكون دوماً حصيناً منيعاً بسواعد أبنائه الأوفياء». ينظر المتابع بكل فخر واعتزاز لهذه الصورة الزاهية من الأداء الوطني، الذي يترجم نهج التدرج الحكيم والحصيف الذي سارت عليه الإمارات منذ بواكير التأسيس، وتحصنت به من نزغات تجار الشعارات، ومغامري حرق المراحل الذين لم يحصدوا سوى الرماد.