علي العمودي
صيف عام 2010 أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عن مبادرة لتطوير خطبة الجمعة، واستحدثت رابطاً بذلك على موقعها لتلقي ملاحظات الجمهور بشأن المبادرة والقضايا ذات الصلة المباشرة بالمجتمع.
وقد لقيت المبادرة تفاعلاً واسعاً وكبيراً باعتبارها تمس منبراً مهماً من منابر توجيه الرأي العام امتداداً للدور التنويري الذي يقوم به المسجد في حياة المسلم.
وحملت المبادرة طموحات جمة تتعلق بالخطيب نفسه من خلال العمل على تكوين وإعداد جيل من الخطباء يملكون نواصي العلم والمعرفة الواسعة بأمور الدين ورسالته، ولديهم القدرة على الارتجال واجتذاب انتباه حضور المسجد، والتخلص من الصورة النمطية للخطيب أو الواعظ الذي يقرأ من ورقة معدة مسبقاً، وغالباً ما يكون مضمونها بعيداً عما يجري علي أرض الواقع.
ولاحظت مؤخراً- كما غيري من المتابعين- تناول الخطبة الموحدة في مساجدنا على تناول قضايا الساعة، وبالذات عن مثيري الفتن في المجتمعات، وكذلك ما يتعلق بأولئك الذين يستغلون الدين الحنيف لنشر الفوضى وتقويض أمن واستقرار البلدان على يد تلك الجماعات والشراذم الإرهابية، ونجحت في التضليل والتغرير بشباب زجوا بهم وقوداً في معارك عبثية لا ناقة لهم فيها. وكل ذلك باسم دين الحق الذي يتاجرون به، ويتخذون منه مطية للوصول إلى مآربهم الدنيئة، وإرواء تعطشهم للدم والخراب والدمار أينما كانوا.
ما يدور حولنا ويستهدفنا يتطلب إلى جانب التلاحم الوطني واليقظة الأمنية العالية، التركيز على وسائط ووسائل مخاطبة وتوجيه وتوعية الرأي العام، وفي مقدمة كل ذلك دور خطبة الجمعة، وإضفاء قوة وحيوية على مبادرة التطوير التي انطلقت قبل أربع سنوات، ولا نعرف إلى أين وصلت؟، ولا حتى كم من الخطباء والوعاظ الأكفاء قامت بإعدادهم، بحسب تلك الخطة.
وريثما تؤتي تلك الخطة ثمارها، فلا بد للهيئة من الاهتمام بأوضاع الخطباء الحاليين، فالكثير منهم، ورغم أن الخطبة ترسل لهم مبكراً، وأحيانا قبل انتهاء الدوام الرسمي ليوم الخميس، إلا أنهم لا يبذلون جهداً لقراءاتها حتى يلقوها دون أخطاء في النطق، وبالذات من الوعاظ غير العرب. فتجد الحروف قد تغيرت، بدرجة تخل بالمعنى وتحيد عن الهدف، وكأنما تسمع طالباً يريد التخلص من واجب ثقيل.