علي العمودي
من على منصة تكريم الفائزين بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز الأربعاء الماضي، رجع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالذاكرة 18عاماً للوراء، وسموه يذكر الحضور بأولئك المسؤولين الذين قالوا إن اقتراحه للتميز سيشغلهم عن واجباتهم الأساسية. واليوم يشهد تدافع المؤسسات كافة للتميز، وذلك ما كان يرمي إليه سموه من طرح التميز الذي تحول في الإمارات إلى سلوك وممارسة و«نهج حياة».
انتقلت الروح إلى أفراد المجتمع والمراجعين للدوائر والمؤسسات، وهم يتوقعون منها ليس فقط تقديم خدماتها، وإنما التميز فيها، وإسعادهم، ويقطفون ما غرس فارس ورائد الطاقة الإيجابية.
لقد أصبحت مسيرة تميز الأداء الحكومي قصة تروى وتجربة متفردة لمن يريد الاستفادة، والوصول للهدف السامي، الارتقاء بمستوى الخدمات والعناية بالمراجعين.
وساهمت هذه المبادرات الريادية في تفجير الطاقات وشحذ الأفكار بالحرص على الابتكار من جانب مختلف الحلقات الإدارية والصفوف والمراتب الوظيفية. كما ساعدت على اكتشاف الجنود المجهولين في كل مرفق من أولئك الأفراد الذي يعشقون العمل بصمت، وتقديمهم للمجتمع حتى ينالوا ما يستحقون من تكريم وتقدير.
كما لعبت قيم وقواعد وأسس التميز دوراً كبيراً في تكريس العمل بروح الفريق الواحد، وبتناغم موحد يؤثر إيجابياً على آليات وطرق تنفيذ الأداء بحيث يمضي في دروب التميز والابتكار من دون أن يتأثر بغياب أي فرد من الفريق، فالعمل جماعي مؤسسي ونتائجه الإيجابية تتواصل، وتظهر تأثيراتها لصالح المجتمع بأسره.
رأينا كيف كانت دوائر تقبع في قاع التقييم والتقدير، وقد نفضت عن نفسها الغبار وترهل الأداء لتلحق بركب التميز وتتصدر منصات التكريم، وتتقدم الترتيب والصفوف من دورة إلى أخرى. ورأينا كذلك ظهور نجوم وفرسان التميز مع كل دورة جديدة، وتتيح الفرصة لذوي المهارات القيادية والابتكارية تقدم الصفوف، وتمكينهم من الوصول لما يستحقون. وبالمقابل ساعدت مبادرات التميز ومعاييرها الدوائر والجهات على التخلص من العناصر السلبية التي لا تستطيع مواكبة رؤى القيادة لتحقيق التميز وخدمة جمهور المراجعين برقي وتميز. فشكرا لمن حرص على التميز في عمله، وشكرا لأبي راشد الفارس الذي أطلق السباق نحو التميز.