علي العمودي
قبل أيام اضطر مطار دبي الدولي الذي يعد أحد أكبر وأكثر المطارات حركة وازدحاماً على مستوى العالم، إلى تعليق حركة الملاحة الجوية بسبب طائرات ترفيه كان يلعب بها بعض الهواة في مسارات المطار- كما قيل- في البيان الصحفي لهيئة دبي للطيران المدني.
هيئات السلامة والملاحة الجوية تتحرك سريعاً عند كل ظرف غير اعتيادي، ترى أنه قد يشكل خطراً على سلامة المسافرين والسلامة بصورة عامة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هل احتاج الأمر منا كل هذه السنين، والاقتراب من هذا الوضع الخطر لنعرف خطورة أداة جديدة من أدوات الترفيه دخلت حياتنا اليومية، وأصبح الكثير من الشباب ومن الجنسين يقبلون عليها؟
زيارة واحدة لسوق التنين في دبي وغيرها من الأسواق ستمكن أياً من المعنيين إدراك نوعيات وأحجام «طائرات الترفيه»، التي أصبحت منتشرة، وباستخدامات متعددة، ومنها ما ضج بالشكوى منها الأهالي في مناطق عدة من قبل، بعد اكتشاف استغلال بعض «المرضى النفسانيين» لهذه الأداة في تصوير الآخرين، واقتحام خصوصيتهم.
هذه الواقعة تكشف لنا مجدداً ضرورة التحرك السريع لمختلف الأجهزة لما تزخر به أسواقنا المحلية من سلع وبضائع ليست فقط مخالفة للمواصفات والاشتراطات، وإنما تشكل خطورة على السلامة العامة للمجتمع ومن فيه. ونتذكر دوماً عند وقوع حادثة من الحوادث والجرائم الخطرة أن الأداة المستخدمة من المتوافرة بالأسواق في غفلة من الأجهزة الرقابية. ومنها على سبيل المثال أدوات الصعق الكهربائي والسيوف والسواطير، ورشاشات الفلفل وغيرها من الأدوات والمعدات التي يثير وجودها في الارفف الخلفية لبعض المحال العديد من التساؤلات من حولها وكيفية دخولها والمنافذ التي عبرت منها.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتد لجلب أدوية وعقاقير غير مرخصة، تلقى إقبال الباحثين عن الأوهام في عالم الرشاقة والجمال من مساحيق التجميل وحتى حبوب التخسيس وأقراص بناء الأجسام.
واقعة مطار دبي الدولي، تدفعنا لمطالبة جهات التشريع والتنظيم لتحديد ضوابط مثل هذه الأدوات ذات الاستخدامات المزدوجة والخطرة، وسرعة مواكبة مستجدات الأسواق، والتي بدورها تحتاج إلى رقابة ومتابعة ميدانية أكبر وأوسع تعزيزاً للسلامة العامة.