علي العمودي
حشد كبير، رفيع، غصت بهم القاعة الكبرى للقمة الحكومية الثالثة بدبي أمس، يتقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهم يستمعون للكلمة الشاملة جزلة العبارات، للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
انطلق سموه في كلمته من رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نحو الإنسان وسعادته ورفاهيته، عبرت عنها واقعة، استشهد بها سموه، عندما قال صحفي زائر للراحل الكبير إنك «تدلع شعبك»، فرد عليه باني نهضة الإمارات بأنه يتعامل مع شعبه كتعامل أي أب مع أبنائه، مذكراً الصحفي بمسؤولياته تجاه أبنائه، وموضحاً له الفارق بين «الدلع والواجب».
لقد كانت تلك الرؤية البسيطة، والسديدة، القائمة على الحكمة، محور برامج وخطط القيادة الرشيدة منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تمضي اليوم بخطى ثابتة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وترى في المواطن أغلى ثرواتها، واستثمرت فيه بإدراك وعمق استراتيجي، جعلها اليوم في صدارة مؤشرات التنمية البشرية، ووضعها في مأمن من تقلبات الزمن ومخاوف الاعتماد على مصدر اقتصادي وحيد.
سمو الشيخ محمد بن زايد أبهر الحضور بطلاوة حديثه، وسموه يستعيد معهم محطات من بناء صرح الإمارات الشامخ، والبدايات المتواضعة والتحديات الكبيرة، دون أن يغفل شكر وتقدير رجال ونساء في المسيرة، وذلك طبع الأوفياء في وطن الوفاء. ويرجع الفضل في ما تحقق من بعد الله للهمم العالية للقيادة الملهمة وأبناء هذا الوطن الأوفياء الذين كانوا دوماً على العهد يستلهمون قيم الولاء والانتماء من «روح الاتحاد» و«البيت المتوحد»، وقدم أمثلة لتلك الروح من مشاهد التطوع في تسعينيات القرن الماضي لاستعادة الكويت من براثن الغازي، وصور عشرات الشباب الذين تدفقوا للانخراط في صفوف الخدمة الوطنية خلال الأشهر القليلة الماضية، مقدماً عينة منهم ممن ضربوا أروع أمثلة البذل والإيثار.
كلمة جميلة مؤثرة أكدت كم هو محظوظ شعب الإمارات بقيادته، و«يا كبر حظنا ببوخالد».. حفظ الله الإمارات وقيادتها.