أسبوع مضى على انخراط أول دفعة من أبناء هذا الوطن في أداء الخدمة الوطنية، ولا تزال أصداء هذا التفاعل الشعبي الواسع مع الخطوة بادية للعيان.
لقد جاء الحماس الكبير الذي قابل به شباب الإمارات النداء ليعبروا في المقام الأول عن التلاحم الوطني المشهود مع القيادة، وكذلك عن انتظارهم لهذه اللحظة الحاسمة لرد بعض من الدَّين الكبير الذي يطوق أعناق الجميع نحو أغلى الأوطان، وتعبيراً عن قوة الولاء ومتانة الانتماء لتمكينهم من أن يحلوا في ساحات الشرف والكرامة ومصانع الرجال، تحت راية القوات المسلحة التي انبرت للقيام بالمهمة خير قيام، وعلى أكمل وأتم صورة من خلال اللجنة الوطنية المعنية بالتنفيذ.
أعادت إلينا صور أولئك الشباب وكلهم توق وحماس لأداء الخدمة الوطنية، مشاهد تسعينيات القرن الماضي عندما تدفقوا من كل حدب وصوب في الإمارات، لتلبية نداء القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، للمشاركة في إعادة الحق لأصحابه في الكويت الشقيقة عندما تعرضت لغزو غادر.
وها هم اليوم ينضمون بذات القوة والحماس لمعسكرات التدريب ومواقع أداء أشرف خدمة لأغلى وطن، تنفيذاً لتوجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
إن الصورة المشرفة من التفاعل والتجاوب الكبير من جانب أبناء الإمارات مع الدعوة لأداء هذا الواجب الوطني الرفيع، والذي هو شرف عظيم لكل منهم إنما تجيء متممة لصورة الالتفاف الكبير من جانب أبناء الإمارات حول قيادتهم التي كانت دوماً قريبة منهم.
كما أنها من صور الامتنان والوفاء لقيادة عملت دوماً على إسعادهم، قيادة كان المواطن دوماً «أولاً وثانياً وثالثاً» في أجندتها.
وقد سخّرت كل الإمكانيات والموارد من أجله، فكانت النتيجة أن وضعته في صدارة قائمة أسعد شعوب العالم.
ولم يكن هذا الالتفاف والتفاعل الشعبي مع أداء الخدمة الوطنية بالجديد عليهم، فقد كان أبناء الإمارات دوماً على العهد والوعد، وعند كل منعطف وموقف يخص مسيرة البناء والعمل الوطني.
خاصة عندما اعتقد بعض المغامرين من ذوي الارتباطات المشبوهة أنهم قادرون على اختراق اللحمة الوطنية لصرح الإمارات الشامخ دوماً بإذن الله.
تفاعل ينم عن استشعار واع بطبيعة المخاطر التي تمر بها منطقتنا، والتحديات الأمنية التي تواجهها مع تزايد الحاقدين والمتآمرين على نجاحات الآخرين، بينما هم يقبعون في مفازات التيه والخراب والفشل.
وعلى امتداد الأيام القليلة الماضية، كنا أمام مشاهد وصور يعجز اليراع عن وصفها، وهي تعبر عما تكنه الصدور وتحمله القلوب لإماراتنا الحبيبة.
كان الآباء والأمهات يتسابقون للتأكد من إدراج أسماء الأبناء ضمن قوائم الدفعة الأولى.
ولم تكن ابنة الإمارات أقل حماساً من أخيها رغم طواعية الخدمة بالنسبة إليهن، ولكنه الحب العميق والشعور بأنها لحظات تاريخية لرد شيء من الدين، وبعض من الجمائل الكثيرة للإمارات.
حتى أولئك الذين هم من الفئات العمرية التي لا يشملها الاستحقاق طالبوا بتمكينهم من أداء الخدمة الوطنية وإشراكهم في هذا الشرف العظيم، عندما تتاح للمرء خدمة الوطن في مواقع الشرف والرجولة.
فتحية لكل من لبى النداء وحمى الله الإمارات.