علي العمودي
احتضنت دبي مؤخراً، واحداً من أهم المؤتمرات النوعية التي تعقد لأول مرة، ونعني مؤتمر المعرفة الأول، الذي نظمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، برعاية كريمة من صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
المؤتمر إلى جانب جلساته التي استقطبت نخبة من المفكرين الإماراتيين والعرب والعالميين، شهد أمرين مهمين، الأول إطلاق مؤشر المعرفة، والثاني تدشين جائزة المعرفة الدولية التي أمر بها سموه بقيمة مليون دولار.
لقد كان تنظيم المؤتمر الأول من نوعه، حدثاً فريداً ونوعياً، حظي بتقدير رفيع عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي اعتبره مقدمة لمبادرات نوعية تساهم في تحقيق أهداف الألفية للمنظمة الدولية.
وجاء إطلاق جائزة ومؤشر المعرفة تأكيداً لرؤى قيادة وطن لطالما آمنت بصورة راسخة بأهمية البحث العلمي والمعرفة لتغيير واقع المجتمعات والشعوب نحو الأفضل، استناداً لفهم عميق لذلك الواقع من خلال الإلمام بتفاصيل الواقع وتشخيصه علمياً لتحديد مكامن الضعف والقوة للانطلاق نحو المستقبل. كل ذلك اعتماد واتكاء على العلم ومراكز الأبحاث لترسيخ ثقافة بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة، بهدف تمكين أجيال الغد من المعرفة، بدلاً من تركهم نهباً للأفكار المشبوهة والتيارات الظلامية الهدامة التي قوضت العديد من البلدان في محيطنا العربي والإسلامي.
الإمارات ورغم التجربة الناجحة التي خطتها في مجال بناء الإنسان، واعتبرته دوماً الثروة الحقيقية، وبنت فلسفتها التنموية عليها حرصت على مشاركة العالم تجربتها في هذا المحفل المهم من محافل المعرفة، تجسيداً لرؤية قيادتها الحكيمة التي تؤمن بأن المشاركة في تبادل المعرفة والأفكار الخلاقة تبنى جسوراً حقيقة للتفاهم بين الشعوب دعائم قوية للمصالح المشتركة بينها، وبتلك الرؤية البناءة بنت علاقات ود ومحبة، ومنافع متبادلة مع دول العالم في مشارق الأرض ومغاربها.
وأخيراً، كل الشكر والتقدير للجنود المجهولين في مؤسسة محمد بن راشد الذين اجتهدوا ليصيب المؤتمر هذا القدر من النجاح في دورته الأولى، وذلك ليس بالغريب في وطن التميز وعشق المركز الأول، فلهم منا خالص الود، آملين أن ترى النور توصيات المؤتمر، وكذلك نتاجات مؤشر المعرفة في دورته المقبلة.