بقلم : علي العمودي
استضاف المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول، وبحضور سموه محاضرة للاقتصادي المعروف محمد علي العبار عن موقعنا في هذا العالم من التحول الرقمي.
التساؤل الذي برز أمام الجميع عند تسلمهم دعوات الحضور، وما علاقة العبار رجل العقارات والمسؤول الأول في شركات الإعمار والمشاريع العملاقة بالتحول الرقمي؟
تساؤل مثل مدخلاً سلط الضوء على عالم المستقبل الذي شهد ويشهد وجوداً قوياً ونمواً متسارعاً اختفت معه أسماء تقليدية في عالم التجارة التقليدية، وليكشف المحاضر عن قرب الإعلان عن ولادة مؤسسة إماراتية كبرى في مجال التجارة الإلكترونية.
وعلى الرغم من النمو المتصاعد للتجارة الإلكترونية، وتزايد وتائر التحول الرقمي فإن الأرقام التي استعرضتها المحاضرة كشفت عن تدنٍّ عربي لدرجة الغياب عن هذه السوق الواعدة للغاية، سوق المستقبل، مع أننا نعد أحد أكثر شعوب العالم استهلاكاً على مختلف الصُّعد بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة، وارتباطنا الشديد بـ«الواي فاي»، وهو الأمر الذي تراهن عليه الشركات العملاقة في عصر التحول الرقمي، حيث تقول الأرقام إن الفرد منا يقضي ما معدله 4 ساعات يومياً على الهاتف منها 3 ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي، ويفتح هاتفه بمعدل 150 مرة يومياً، ويرسل ويستلم ما معدله 40 رسالة عبر تطبيق «الواتساب»، وأن ذلك مرشح للنمو بنسبة 7٪.
وبينما تختلف استخدامات هذه الوسائل «الذكية» عندنا عن مجتمعات الأخرى، إلا أن هناك نماذج ناجحة استطاعت أن تشق طريقها إلى عالم الأعمال من البوابة الإلكترونية.
لقد كان رهان قيادة الإمارات على التحول الرقمي من خلال هذه البوابة مبكراً، يؤكد رؤيتها ونظرتها الاستشرافية وانشغالها الدائم بالمستقبل وتنويع أدوات وروافع الاقتصاد الوطني، وخير مثال على ذلك أن الخيط الذي انطلق منه العبار على طريق الإبحار في فضاء وتجربة التجارة الإلكترونية، انطلق من فكرة للشيخ محمد بن زايد خلال لقاء سابق جمعهما.
وقد مهدت الدولة للمستقبل بحسن إعداد أدواته وفي مقدمتها بناء أجيال المستقبل المؤهلة بتعليم نوعي، والاستثمار في الإنسان. وفي الوقت ذاته توفير بنى تحتية متطورة جعلت الدولة اليوم مؤهلة باقتدار لقيادة العالم العربي والمنطقة في عالم التحول الرقمي واقتصاد المعرفة، وبالمضي والتفاعل مع هذا الخط سنضمن موقعاً نحن جديرون به.