بقلم : علي العمودي
تشارك الدولة ممثلة بوزارة الداخلية باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف اليوم بفعاليات ليومين، تحت شعار«أسرتنا متماسكة»، تأكيداً للدور المحوري للأسرة في المجتمع باعتبارها خط الصد الأول لحمايته من أي خطر، وأساس تكوين الفرد وتنشئته ليكون إيجابياً منتجاً لمجتمعه ووطنه.
واليوم التحديات التي تواجه كل أسرة تتزايد وتتضاعف مع تطور المجتمع، وفي مقدمتها بناء الأبناء والبنات البناء السليم بالعلم والتأهيل، وسط متطلبات الحياة المتزايدة، وحمايتهم من السموم وتجارها والمروجين لها. وأخطر هذه السموم، سموم الفكر الضال والمنحرف الذي تروّج له الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وسموم المخدرات بأنواعها من جانب تجار السموم لجر شبابنا نحو مستنقعات الإدمان.
وبين الجماعات الإرهابية المتطرفة وتجار المخدرات روابط قوية وغير خفية، وأبلغ مثال على ذلك علاقة حزب الله اللبناني الإرهابي بدوائر زراعة وترويج المخدرات في البقاع وكولومبيا. وأيضا العلاقة القوية بين حركة «طالبان» بمزارعي الحشيش ومنتجي الأفيون في أفغانستان ومناطق القبائل على الحدود مع باكستان. فهما يقتاتان من عائدات المخدرات التي تخدم أهدافهم في تقويض المجتمعات بتدمير وتعطيل طاقات الشباب.
وإذا كنا اليوم نجعل من المناسبة سانحة لتوجيه كل الشكر والامتنان والتعزيز للعيون الساهرة من رجال وزارة الداخلية، وهم يتصدون بكل قوة ويقظة عالية لمروجي سموم الفكر والعقل من الإرهابيين وتجار المخدرات.
فإنها سانحة كذلك لتسليط الضوء للجهد الكبير الذي يقوم به المركز الوطني للتأهيل لإعادة تأهيل من وقعوا في لحظة ضعف بين براثن الإدمان، وتمكينهم من أن يولدوا من جديد عناصر فاعلين في مجتمعهم مفيدين لوطنهم. ويتبع المركز في ذلك السرية التامة بما يصون خصوصية الفرد والأسرة إدراكا منه لطبيعة المجتمع، والحرص على مستقبل الفرد بعد إتمام برنامج تخليصه من الإدمان في المركز الذي تشهد الأرقام بنجاعة الأساليب والطرق التي يستخدمها لإعادة المتورطين إلى جادة الحق والصواب وخدمة المجتمع والوطن من جديد.
اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ليس فقط لاستعراض منجزات وزارة الداخلية وأقسام «المكافحة»، وعرض إحصائيات بالكميات المصادرة من السموم. وإنما هو تذكير بأن «أسرتنا متماسكة»، يعمل كل فرد فيها على درء الخطر عنها، وحماية أفرادها من شرور سموم الفكر والعقل، من فكر ضال متطرف ومخدرات، وعدم الرأفة أو اللين مع تجار السموم المتربصين بأغلى ما نملك، شبابنا.