بقلم : علي العمودي
لم يكن ذلك مجرد مقطع مصور عن طرق غش الذهب وزج مروجيه باسم الإمارات، وتستهدف الإساءة لتجارة قديمة في البلاد، واشتهرت بها عبر العصور، وتناسى هؤلاء أن هناك رجالاً يملكون من الغيرة الوطنية والحرص ما لا يمر مرور العابرين عندما يتعلق الأمر باسم البلاد ومن فيها، ويتمتعون بأداء عالٍ ومتابعة ذهبية لما يجري، وبالأخص إذا ما كان للإمارات صلة بالأمر.
من هنا نوجه كل التحية للأخوة في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي الذين تحركوا بسرعة وبمجرد انتشار ذلك المقطع المصور، وقاموا بحملة تفتيشية واسعة لتأكيد أمر هم ونحن واثقون منه بأن أسواق الذهب في الإمارة، والتي تضم أحد أكبر أسواق المعدن الأصفر في المنطقة، خالية من «الذهب المغشوش». وجاءت الحملة لطمأنة جميع المتعاملين مع هذه السوق الكبيرة التي تعتمد عليها الكثير من الأسواق المجاورة في منطقتنا الخليجية وشبه القارة الهندية وما جاورها.
تحرك يحسب لأبناء الإمارات ويقدم درساً للذين يعتقدون أن بإمكانهم إطلاق الاتهامات جزافاً ويفلتوا بفعلتهم وما يترتب عليها. ولم يكتف هؤلاء الرجال بالحملة والتصريحات بل حرصوا على التواصل مع الجمهور عبر مواقع التواصل ونشرات الأخبار المحلية في قنواتنا الفضائية، وهم يدعون كل من يرصد مخالفة أو غشاً أو تجاوزاً للاتصال فوراً بالأرقام المجانية.
هذا الحرص والمتابعة ليس بالأمر الجديد على رجال نهلوا من توجيهات القيادة الرشيدة التي تعمل دوماً على أن يكون اسم الإمارات رديف كل شيء مميز وإيجابي وطموح في مختلف المجالات والميادين.
قبل هذا شاهدنا كيف تابعت شرطة دبي لمدة طويلة شكوى سائح من مضايقة تعرضت لها زوجته في إحدى المناطق السكنية بالإمارة حتى توصلت للفاعل في أطراف الربع الخالي، وكان قد انتحل شخصية إماراتي بينما هو آسيوي يجيد اللهجة المحلية، وحتى كفيله أصر على إنهاء خدماته وترحيله بعدما عرف بإساءته لصورة البلاد.
هذه اليقظة العالية ، والغيرة المطلوبة ما نعتز ونفخر بها، وتعد من أبسط صور رد الجميل لوطن كريم مع الجميع، ومع هذه القصة عن مقطع الذهب المغشوش، تتجدد الدعوة للجميع للتحلي بالمسؤولية، فليس كل ما يردنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نعيد نشره، ونشارك في خدمة الأغراض التي يهدف إليها، خاصة عندما تكمن خلفها غايات وأهداف للإساءة والتشكيك بسلامة الأسواق والاقتصاد.
ali.alamodi@alittihad.ae