بقلم : علي العمودي
أحيت الإمارات أمس وعلى امتداد الأيام السابقة مبادرات متنوعة ومختلفة تخليدا لذكرى رحيل قائد قلما تجود الأقدار بأمثاله، لأنه كان فريدا ونسيج نفسه. مرَّ اثنا عشر عاما على رحيله، وما زال يتربع في القلوب، واسمه راسخ في ذاكرة ووجدان ليس كل إماراتي، وإنما كل إنسان على وجه هذه البسيطة. لأنه وببساطة غرس معنى للخير قلما يمتلك رؤيته إنسان، وآمن بقناعة ثابتة بأن لا خير في الثروة ما لم تُسخر لخدمة وإسعاد الإنسان أينما كان ، ومهما كان عِرقه أو لونه أو معتقده. رجل بكى رحيله البشر والطير والحجر؛ لأن بصماته الخيرة جلية واضحة راسخة في الذاكرة والوجدان عبر الأجيال.
ذات مرة قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لحضور مجلسه العامر صورة من صور عطاءات زايد، الذي أمر نجله العائد من رحلة إلى مناطق قبائل الماساي بالعودة مجددا إليهم والعمل على تخفيف معاناتهم المعيشية بحفر آبار مياه لهم «حتى وإن كانوا غير مسلمين»، وعاد الابن لتنفيذ الأمر السامي لتتحول المنطقة إلى بقعة تدب فيها الحياة، وتتوفر فيها آبار المياه الصالحة للشرب وخدمات تعليمية وصحية.
تلك كانت مجرد نقطة من نهر عطاء وجود زايد الذي بنى أمة وصنع مجد الإمارات كدولة يضرب بها المثل في العطاء والتعايش والتسامح، ونموذج ملهم في بناء الأوطان على أسس تقوم في المقام الأول على إسعاد الإنسان، واعتباره الثروة الحقيقية للوطن، وبالتالي البناء عليه ولأجله.
وفاء أبناء الإمارات لرمز الوفاء القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجلى في صور عدة، تقدمها حرص القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، حرصها على مواصلة نهج زايد وترسيخ حب وعمل الخير، وهو ما سار عليه أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها ليصل جود الإمارات الإنسان أينما كان . رحم الله زايد وبارك لنا في خليفة وإخوانه.