بقلم : علي العمودي
ما إن أعلن النائب العام للدولة إحالة جاسوس أجنبي للمحاكمة بعد ثبوت الأدلة، إثر بلاغ تقدم به مواطن إماراتي حتى غمرت مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس مشاعر الفخر والاعتزاز بما قام به المواطن الذي هو أنموذج لكل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن وترابه الغالي، وصورة لما يجب أن يتحلى به كل من تسكن الإمارات سويداء قلبه وحدقات عيونه، من وعي ويقظة وغيرة على إمارات المحبة والوفاء، بلاد «زايد الخير»، وما تحقق على أرضها من منجزات ومكتسبات، والالتفاف حول قيادة رشيدة وفية لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
القبض على الجاسوس وإحالته لقضائنا العادل ليقول كلمته الفصل، عبّر عن الشفافية التي تميز مؤسساتنا وأجهزتنا القضائية، وكذلك وجود جهات تتربص بنا وبوطننا ولا تتوانى عن تجنيد ضعاف النفوس لتنفيذ مآربها وأهدافها وخططها الدنيئة، مما يستوجب اليقظة العالية من الجميع، خاصة عند التعامل مع أشخاص يحاولون الوصول لمعلومات تتعلق بالدولة واقتصادها وأمنها وأمانها، تفاصيل قد تبدو غير ذات أهمية عند الشخص العادي، ولكنها غير ذلك لمن يجمع ويحلل للوصول إلى ما يخدم أجنداته الخبيثة.
كما ذكرتنا الواقعة من جديد بالمنصات التي وفرتها الدولة للإبلاغ عن كل ما يثير الارتياب ويهدد أمن المجتمع، فهناك تطبيق «مجتمعي آمن» الذي أطلقته النيابة العامة الاتحادية يونيو الماضي، ومن قبله أطلقت النيابة العامة في أبوظبي تطبيق «بلغ النيابة» الذي يتيح لأفراد المجتمع كافة التواصل مع نيابة أبوظبي للإبلاغ عن كل ما يعاقب عليه القانون ويكدر صفو المجتمع واستقراره.
وهناك خدمة «أمان» من شرطة أبوظبي التي تتعدد من خلالها قنوات تقديم البلاغات كالرقم الهاتفي المجاني والبريد الصوتي والرسائل النصية و«الايميل»، ناهيك عن التطبيق الذكي الخاص بالخدمة. كما توفر شرطة دبي منصة مماثلة باسم «الأمين»، تتيح التواصل للجمهور عبر وسائط عدة، والأمر ذاته من شرطة الشارقة وخدمة «النجيد» التي تمكن - كما نظيراتها من الخدمات السابقة - من تحقيق التواصل والتفاعل المطلوب من الجمهور مع الأجهزة المختصة. منصات تجسد رؤية قيادتنا الرشيدة ونظرتها للمواطن وكل من يقيم على أرض هذا الوطن الغالي، وأن الأمن مسؤولية الجميع للمحافظة على واحة الأمن والأمان التي يتفيأ الجميع تحت ظلالها، والتحية لكل العيون الساهرة عليها.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد