بقلم - علي العمودي
بالأمس اختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة زيارة تاريخية ناجحة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة.
في كل محطة من زيارات سموه وجولاته المباركة يكون المستقبل حاضراً بقوة، فإلى جانب الاتفاقيات والمذكرات التي توقع وتنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهي تعتني بإبراز صورة ما سيكون عليه مستقبل تلك العلاقات والشراكات في مختلف جوانبها بما ينعكس بالخير على الشعوب والبلدان، حرص سموه على حضور جانب من الجلسة الشبابية التي جمعت شباباً إماراتيين بنظرائهم الصينيين في رحاب جامعة تشينخوا في بكين، تأكيداً للانشغال بالمستقبل وبرجال المستقبل.
وقد كانت الجلسة التي جاءت بعنوان «من الجذور وحتى الأغصان: القيم المشتركة بين الإمارات والصين الدافعة للابتكار الشبابي» من مظاهر اعتناء قيادتنا الحكيمة بالمستقبل وما تعوله على رجال المستقبل وتحضير الأرضية الصلبة والقوية لانطلاقتهم للنهوض بالأدوار المنوطة بهم، وسموه يبشرهم بأن الإمارات والصين تعملان لأجل مائة عام مقبلة من العمل والتعاون والصداقة لأنهم والأجيال القادمة من سيحملون لواء هذا الغرس الطيب الذي غرسه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومضت على خطاه قيادتنا وهي تنسج خيوط التعاون والتواصل مع شعوب ودول العالم في مشارق الأرض ومغاربها وفق قيم ثابتة وراسخة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل المصالح والمنافع في رحاب مفاهيم التسامح واحترام الآخر والانفتاح على الثقافات والحضارات والاعتزاز بالموروث باعتباره من روافع الهوية الوطنية.
وهو ما أكد عليه سموه كذلك لدى زيارته النصب التذكاري لأبطال الشعب الصيني في ساحة تيان آنمن التاريخية في العاصمة الصينية، بأن الأمم «تبني حضاراتها بسواعد أبنائها وعزيمتهم وتضحياتهم، وأن هذه التضحيات تظل خالدة في ذاكرة الشعوب أبد الدهر وتبقى مصدراً لإلهام الأجيال المتعاقبة فهم الذين وهبوا الحياة لأوطانهم بدمائهم وتضحياتهم العظيمة».
محطات زاهية جميلة لقائد يؤمن بالشباب ودورهم، يستلهم الماضي بثرائه ورموزه المعطاء، وينطلق عبر الحاضر الزاهي الذي صنعته القيادة بالجهد والعرق والعمل الدؤوب المتواصل لتصوغ معالم المستقبل الزاهر لوطن الصدارة والإنجازات والطموح على دروب مئوية الإمارات 2117 واستدعت معانيها وصاغت حروفها وبنت ركائزها من خطاب سموه التاريخي لأجيال المستقبل في مارس من العام 2017.