بقلم - علي العمودي
اختتمت مؤخراً فعاليات شهر الابتكار و«الإمارات تبتكر» وتبارت كل الجهات والدوائر الحكومية والمؤسسات شبه الحكومية، وكذلك التعليمية في التنافس بينها لتقديم ابتكارات تحقق الغاية السامية من تلك الفعاليات التي تهدف لتقديم وتبني كل ما فيه تسهيل مصالح وحياة الناس وتحقيق السعادة وجودة الحياة.
توقفت أمام مبادرة للموارد البشرية في الفجيرة التي قررت استبدال موظف استقبال واستلام المعاملات ووضعت بدلاً عنه إنسانا آلياً أو «روبوت». مبادرة مبتكرة ومتطورة نتمنى أن تحقق الهدف المراد منها، ولكن المشكلة أو المعضلة ستكمن في الكيفية التي تمت بها برمجة «الروبوت»، فهو بلا شك يفترض أن يكون محايداً لا يعرف الواسطة أو المحاباة والمجاملة، يعمل بجد واجتهاد طيلة ساعات العمل المحددة لا يعترف بشيء اسمه «لنش بريك» أو استراحة الغداء التي تهدر فيها ساعات العمل مع سبق الإصرار والترصد على يد موظفي «الموارد البشرية» الذين لا يتوانون في إرسال «ايميل» لإنذار موظف تأخر لدقائق بينما هم يهدرون الساعات الطويلة في استراحات الغداء تلك أو «الاجتماعات الماراثونية» التي لا تسمن أو تغني أو تغير من واقع دورة العمل الذي يتعطل بسببهم.
والمؤكد أن الروبوت لن يكون مثلهم في طلب صور عن أوراق وشهادات موجودة في ملف الموظف منذ أول يوم له في الوظيفة تتكاسل الموظفة المشغولة بالمكياج وسلامة «المانيكير» عن البحث عنها في السجلات الإلكترونية فتفضل سرعة استلامها بعد طلبها من المعني بالأمر مباشرة عن طريق «الإيميل».
والأكيد أيضاً أن«روبوت» الـ«HR» لن يكون من هواة «البرياني دياي» مع«الدقوس»، فذات مرة دخلت قاعة لقسم الموارد البشرية بإحدى المؤسسات الكبرى عقب اجتماع ماراثوني لموظفيه وكانت «روائح» المعركة مع «المجبوس» تغمر المكان مع بقايا زجاجات الدقوس!!.
«روبوت» الـ«HR» سيخلص بيئات العمل كذلك من الطاقات السلبية التي ينشرها بعض موظفي الموارد البشرية في هذه الجهة أو تلك ممن يعتقدون أنهم فوق أية مساءلة وبأنهم«صفوة الصفوة» متناسين حقيقة أنهم وجدوا لخدمة زملائهم الموظفين وجعل بيئة العمل في المرفق الذي يعملون فيه صحياً ومشجعاً على الإبداع والارتقاء بالإنتاج. ولكن للأسف الكثير منهم لا يستوعب معنى سلامة وصحة بيئة العمل، والذي تنفق عليه الدولة أو الجهة صاحبة العمل الكثير من الموارد لجعله أكثر جاذبية وتنافسية.. ويا هلا بالروبوت.