«بريد الإمارات»

«بريد الإمارات»

«بريد الإمارات»

 صوت الإمارات -

«بريد الإمارات»

علي العمودي
بقلم - علي العمودي

عندما كنت طالباً بإحدى الدول العربية الشقيقة في السبعينيات كنت أُعجب بهمة ونشاط ساعي البريد رغم تقدمه في العمر، وهو يصعد طوابق مباني المنطقة، يوصل الرسائل للشقق والمكاتب. وكنت أُعجب بذاكرته الحديدية التي أتاحت له معرفة السكان، وتكوين علاقات جعلته قريباً منهم، وحافظاً أسرارهم في زمن لم تكن التقنيات الحديثة قد اجتاحت حياتنا بهذه الصورة الواسعة، ويسّرت الكثير من أمورها.
أتذكر ذلك الرجل النحيل دقيق الملامح سريع البديهة مع كل مرة يتجدد فيها الجدل حول خدمات «بريد الإمارات» والشكاوى المستمرة من إنذاراتها بسرعة سحب صندوق البريد عند التأخر في سداد رسوم الإيجار التي جرى رفعها من دون أي مبرر، فلا الخدمة تحسنت، ولا الصناديق طُورت.
ما زالت بذات الحجم واللون منذ تأسيس المجموعة التي اعتقدنا وفق هيكلتها المستحدثة أنها ستعمل بروح تنافسية واقتصادية تواكب المتغيرات الجارية مع التوسع الذي يشهده السوق في أعداد شركات التوصيل، والمنافسة المحتدمة بينها، ولكنها للأسف تتعامل مع جمهورها بذات منطق الطرف القوي نحو الأضعف محدود الخيارات، فيضطر صاغراً بانتظار خدماتها.
 ساعي البريد الذي ذكرته، والجهة التي يمثلها لم يكن لديهم «الهيكل التنظيمي»، أو المسميات الاستراتيجية التي تتحفنا بها المجموعة، ومع هذا كان يلتزم بتوصيل الرسائل للناس حتى أبواب بيوتهم دون أن يتغير رسم الخدمة الذي يكاد يكون رمزياً حتى في تلك الحقبة. ولم تكن لديهم تلك النظرة التجارية البحتة التي أفتى أصحابها بأنه لا يجوز للمواطن أن يستخدم صندوق بريده الشخصي لأعماله التجارية، بل عليه أن يخصص صندوقاً لكل شركة من شركات مجموعته حتى لو كانت من الشركات الصغيرة أو الناشئة. أو أنه لا يجوز لموظفي الشركة استخدام الصندوق البريدي لها لاستقبال رسائلهم الشخصية، أو فواتيرهم الخاصة، ومراسلاتهم المصرفية.
كنت أتمنى من أصحاب الفتاوى الغريبة، وهم تحت تأثير حمى فرض الرسوم والمنتشون بقوتهم وقدرتهم السريعة على سحب أي صندوق تأخر صاحبه في تجديده، أن يعرفوا حجم الجهد الذي تبذله الدولة لتحقيق التنافسية والريادة في مجال تسهيل الأعمال. كما كنت أتمنى أن يقدموا لنا مبرراً مقنعاً لأسباب رفع الرسوم وإيجارات الصناديق البريدية، وإقناعنا حول أسباب عدم قدرتهم حتى الآن على تقديم خدمة بسيطة كتلك التي لا يزال يقدمها ساعي البريد في بلدان لا تملك هيئاتها البريدية ربع قدرات «بريد الإمارات»؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بريد الإمارات» «بريد الإمارات»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates