بقلم : علي العمودي
احتفى العالم يوم أمس باليوم العالمي للعمل الإنساني، للتذكير بمعاناة الشعوب والمجتمعات المحرومة وحشد الطاقات للتخفيف منها والعمل المشترك لأجل مساعدتها على تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها سواء من جراء الكوارث الطبيعية أو بفعل الحروب والنزاعات، وما يجره الإنسان على أخيه الإنسان أو ما يحصل في مجتمعات أخرى ينهش فيها الفقر والجهل والمرض.
حب الخير ومساعدة الآخرين من القيم التي جبل عليها أبناء الإمارات، وغرس حرص الآباء المؤسسين لهذا الوطن الغالي على تكريسه وتعزيزه بالعمل والبذل والعطاء والإيثار، بنهج أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتكون الإمارات دوما سندا وعونا للشقيق والصديق، وليبلغ جود الإمارات مداه في مختلف بقاع الأرض، تمد يد العون والمساعدة وتغيث كل ملهوف، وتعين كل محتاج أينما كان من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، مجسدة على أرض الواقع وبصورة عملية الشعار الذي اُعتمد لهذه المناسبة في عامها الحالي، وهو « إنسانية واحدة». وأصبحت الإمارات مع هذا النهج الخير منارة للعطاء الإنساني بتبوء المركز الأول عالميا لعامين متتاليين في مجال العمل الإنساني والمساعدات الخارجية. وجعلت من ذكرى رحيل القائد المؤسس يوما إماراتيا خالصا للعمل الإنساني تنطلق فيه مبادرات إنسانية جمة على صعد مختلفة وميادين متعددة في سبيل إسعاد البشر.
وتنطلق من الإمارات سنويا مبادرات إنسانية رفيعة ومتفردة، تستهدف رسم الابتسامة على وجوه ملايين البشر المحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة، يفتك بهم الخوف والحرمان من مياه الشرب الصالحة والغذاء والمرافق الصحية والسكنية البسيطة.
واليوم ينتشر متطوعو الإمارات في العديد من المناطق للتخفيف من معاناة أشقاء لهم، يعيشون في ظل ظروف بالغة القسوة لا سيما في الكثير من البلدان الشقيقة كاليمن وسوريا وليبيا وغيرها من المناطق المنكوبة بالحروب والدمار. وفي تلك المناطق، حيث يقوم أعداء الحياة من الإرهابيين والمتطرفين باستهداف القوافل الطبية والإغاثية والمستشفيات ومحطات الكهرباء والماء وحتى دور العبادة وكل مظهر للحياة ليزيدوا من معاناة البشر فيها .
كما تحتضن الإمارات أكبر مستودع للمساعدات الإغاثية في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، والتي يتيح موقعها وصول المساعدات الإغاثية الطارئة للمحتاجين إليها في غضون ساعات قلائل. وقد جعلت من العمل الإنساني مفهوماً للتنمية الشاملة والاعتماد على النفس.