بين العام والخاص

بين العام.. والخاص

بين العام.. والخاص

 صوت الإمارات -

بين العام والخاص

بقلم : علي العمودي

أمر يومياً في طريقي للعمل بمركز سوق زايد التجاري في قلب عاصمتنا الحبيبة، وأتأمل في طريقة تعامل الشركة المشغلة للمركز مع الفراغات التي بينه وبين المباني المجاورة له مثل مركز «اللؤلؤ» وسوق الذهب، وكيف جعلوا منها مساحات تنبض بالحياة، حيث قاموا بتكييفها ومن ثم تأجير منصات على جوانبها لمشاريع صغيرة وبسيطة كركن لبيع الشاي «الكرك» والمأكولات الشعبية الخفيفة، ومنافذ لبيع الإكسسوارات، وغيرها من الأمور التي تلقى إقبالاً من جمهور المتسوقين لدرجة أن هذه الممرات التي كانت خاوية قبل ذلك قد أصبحت قبلة للمترددين على السوق الشعبي الشهير.

وهنا تتجلى قدرات القطاع الخاص في الابتكار واستغلال كل مساحة متاحة، وجعلها قابلة للحياة والنمو والازدهار بدلاً من أن تكون جرداء ومجرد ممر يخلو من أي مظاهر حيوية تستفيد منها كل الأطراف.
ومقابل هذا المثال الذي قدمته، وغير بعيد منه يقع نفق لبلدية أبوظبي أقيم للمشاة ليعبروا طرفي الشارع من أجل سلامتهم، ولكن الذي صممه ونفذه لم يضع في الاعتبار ليس فقط إمكانية الاستفادة منه، ولكن حتى ترغيب البشر الذي أقيم من أجلهم على الإقبال عليه. فهذا النفق كغيره من الأنفاق التي أقامتها البلدية لا يوجد بها حتى شفاط أو منفذ للتهوية مما يجعل عبوره في مثل هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، نوعاً من العقوبة. وأنا أدعو أي مسؤول للبلدية للعبور منه لا أقول خلال فترة الظهيرة، وإنما حتى في المساء ليشعر بما يشعر به عباد الله المضطرون لاستخدام النفق.

لو أن مثل هذا المكان أوكل تنفيذه أو إدارته للقطاع الخاص لتفنن في استغلال كل سنتيمتر من المكان، ولبادر لجعله مكيفاً ونشر أكشاكاً صغيرة تبيع سلعاً بسيطة أو خدمات تهم الجمهور مثل أجهزة دفع الفواتير أو تعبئة أرصدة الهواتف بدلاً من العمالة الهامشية المنتشرة هناك، وتقدم صورة سلبية وغير حضارية عن البلاد. والبعض منها تمارس حالة من التسول المبطن، وهي تعرض للجمهور خدمات غريبة مثل معرفة وزن الجسم أو إرشادهم إلى صالونات التدليك المتفشية وتوزيع البطاقات التي تحمل عناوينها ومواعيد العمل فيها.

نموذجان ومثالان يعبران عن طريقة تفكير قطاعين في وطن تحض قيادته الجميع على التفكير المبدع والابتكار للارتقاء بالخدمات وجودة مستواها لإسعاد المتعاملين، مواطنين ومقيمين، في وطن السعادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين العام والخاص بين العام والخاص



GMT 22:30 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

ضباب في "القفص"

GMT 21:25 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

وتمضي مسيرة الخير

GMT 21:30 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"العضد والعضيد"

GMT 21:18 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

ليست مجرد بطاقة

GMT 23:32 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يوم المجد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates