بقلم : علي العمودي
لقاء يتجدد في شهر الخير والبركات من كل عام ، يحرص فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على الاحتفاء بالإعلام والإعلاميين وقيادات الفكر والرأي الذين يلتقون في الإفطار السنوي الذي يقيمه سموه، يتلمسون قبسات من الحكمة و« ومضات من فكر» من لدن سموه، يفيض بها المجلس العامر، في صورة بالغة الدلالة على التواصل مع القيادة، والدعم غير المحدود الذي تغدق على الإعلام وحملة الفكر والرأي والأقلام.
لقاء مساء أمس الأول بمدينة جميرا الذي تشرفت بحضوره مع الزملاء والزميلات الإعلاميين، كان مناسبة أكد خلالها فارس القصيد والقوافي وعاشق المركز الأول المسؤولية المتزايدة الملقاة على الإعلام والعاملين فيه مع تصاعد التحديات التي تواجه منطقتنا، وفي مقدمتها التصدي للفكر المتطرف، وسموم الإرهاب من التسلل إلى المجتمع وعقول النشء، والحاجة الملحة إلى خطاب إعلامي» متوازن، يخلو من المغالاة، ويتسم بالاعتدال، ويُعلي قيم النزاهة والحياد والموضوعية»، داعياً حملة الأقلام إلى إشهار» سيوف الحق في وجه دعوات الإرهاب والتطرف».
نعتز ونفخر أن إعلام الإمارات كان دوماً مواكباً للمواقف المبدئية النيرة لإمارات المحبة والعطاء، وهي تتصدى وبكل قوة للتطرف والإرهاب، وعلى مختلف الصعد، على الخطوط الأولى في الحرب العالمية على الإرهاب،إدراكاً منها لما يمثله التطرف والإرهاب من خطر وجودي ليس على دولة أو مجتمع بعينه، وإنما على الحضارة الإنسانية قاطبة.
وأبرز إعلام الإمارات رسالتها الحضارية السامية في نشر قيم التسامح والتعايش في مواجهة دعوات التطرف والإقصاء والتهميش التي تنفثها قوى الشر والإرهاب، وتقتات منها ببث سمومها وممارساتها التخريبية في مجتمعات تسللت إليها ونشرت فيها الفرقة والفتن والخراب والدمار وسفكت الدماء وروعت الآمنين والمستأمنين، والشواهد من حولنا عديدة في مناطق دانت لنزغات دعاة الفتن والمغامرين من تجار الدين والشعارات الزائفة المتسربلين بأقنعة الإسلام، وهو منهم براء.
ولئن وصف الشيخ محمد بن راشد في اللقاء الإعلام بأنه الدرع الواقية للأمة، فسموه درع الإعلاميين الذين يطوق أعناقهم بمواقفه النبيلة والإنسانية الداعمة لهم، ولرسالتهم ودورهم الرفيع والفعال في المجتمع، وقد وفر لهم من الدعم والحماية والرعاية ما يمكنهم من أداء مهامهم بكل حرية وإبداع من دون رقيب سوى ضميرهم المهني، فشكراً أبي راشد.