بقلم : علي العمودي
تشرق شمس كل يوم ووطن الفرح والسعادة في فرح وسعادة ومنجزات متصلة، يزهو بمناسباته، وأغلاها ذكرى الثاني من ديسمبر، وهي تطل وسط بحور من نور وضياء وفخر و اعتزاز يغمر إمارات الخير والعطاء بيوم المجد الذي أنبلج فجراً يحمل الصباح، وقد تبرعم الحلم الخافق بين الأضلع، وتجلى واقعاً منذ أن كان فكرة تراود القادة المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد، وإخوانهما الحكام المؤسسين.
ومنذ بدايات التأسيس إلى رحاب عهد التمكين الميمون بقيادة قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والإمارات فصولاً متصلة من ملحمة البناء والإنجاز، وفي مقدمتها إعجاز بناء الإنسان على هذه الأرض الطيبة المعطاء وغرس قوة الانتماء للدولة الاتحادية الوليدة، لتصبح اليوم بفضل من الله، دولة شامخة لها حضورها ودورها المهم والفعال على كافة الصعد إقليمياً ودولياً.
لقد كانت الرؤية واضحة مند بواكير التأسيس بأن الإنسان هو الرقم المهم والأساس في معادلة البناء، وله ومعه وبه تمحورت كل خطط وبرامج التنمية حتى وضعته اليوم في صدارة المؤشرات الدولية لأسعد شعوب العالم.
ومن يقرأ في كتب الرحالة الغربيين الذين جابوا هذه القفار قبل نصف قرن مضى، يجد أنه لا تكاد تصدق أعينهم ما جرى على أرض الإمارات من تحولات عمادها الإنسان الذي حظي بكل رعاية واهتمام، لتكوين شخصيته المحبة للعطاء والبناء، وحب الآخرين في واحة من الأمن والأمان والرخاء والازدهار والتسامح والتعايش، تلتقي فيها ثقافات وحضارات العالم وتهفو إليها أفئدة محبي الخير والفرح من كل حدب وصوب.
وطن الثاني من ديسمبر يزهو بعقول وسواعد أبنائه الذين ترجموا رؤى قيادتهم إبداعاً يسابق الزمن للوصول للهدف المحدد في رؤية الإمارات 2020، لتصبح إحدى أفضل حكومات وبلدان العالم، طموح يتحقق بالإرادة والتصميم وهو غير بعيد المنال على نسل الرجال الذين تحدوا الصحارى وحرثوا البحار.
وفي يوم المجد يستذكر المرء بكل التقدير والامتنان تضحيات الآباء المؤسسين، وجهودهم في تلك البدايات الصعبة، ومواجهة التحديات والأنواء التي تكسرت نصالها عند إرادتهم القوية وهممهم العالية. كما نستذكر تضحيات ومآثر شهدائنا الأبرار الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن والذود عن منجزاته ومكتسباته، حفظ الله إماراتنا.