بقلم - علي العمودي
أُعلنت، أمس، القائمة المبدئية للمتقدمين لخوض انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المقبلة، قبل أن تُعلن القائمة النهائية في الثالث من الشهر المقبل. وشهدت عملية التسجيل إقبالاً تاريخياً غير مسبوق، حيث بلغ عدد المتقدمين والمتقدمات لخوض الانتخابات 555 متقدماً، من بينهم مئتا امرأة.
تميزت هذه الدورة من العملية الانتخابية بأمور عدة، لعل في مقدمتها التجاوب والتفاعل الكبيرين مع برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كما جاء في الخطاب السامي بمناسبة اليوم الوطني في ديسمبر 2015، والذي تبلور في هذا العدد من المتقدمين للترشح، ويعد الأعلى في تاريخ دورات المجلس.
كما تميزت بارتفاع عديد الهيئات الانتخابية التي ضمت 337738 عضواً بنسبة زيادة تصل إلى 50.58% مقارنة مع قوائم العام 2015 والتي بلغت 224281 مواطناً ومواطنة، وكذلك المشاركة الملحوظة للمرأة انطلاقاً من القرار التاريخي لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص 50 بالمائة من مقاعد المجلس للمرأة تقديراً لما تمثله من مساهمة فعالة في مسيرة بناء الإمارات، وهي التي سجلت كذلك حضوراً لافتاً في القوائم الانتخابية للعام 2019 بنسبة تصل إلى 50.62% مقابل نسبة الذكور والتي بلغت 49.38%.
وتميّزت بمشاركة واسعة لفئة الشباب الذين تعول عليهم القيادة في رهاناتها للمستقبل الواعد، حيث بلغت نسبة الشباب في قوائم هذه الدورة من الانتخابات 61.32% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية. أرقام ومؤشرات تجسد حرصاً رفيعاً على انخراط أبناء الإمارات كافة في هذه العملية التي تعبر عن النهج الشوري الذي قامت عليه إمارات المحبة والعطاء، وتطور هذا النهج على امتداد تاريخ المشاركة السياسية للمواطنين، والتي ترتقي اليوم نحو آفاق جديدة في رحاب التمكين الذي يرتقي كذلك بدور المجلس الوطني الاتحادي.
وتضم هذه القائمة من المرشحين كوادر متنوعة من أصحاب الكفاءات العلمية العالية والاختصاصات من مختلف المستويات والدرجات والخبرات ممن رأت في نفسها الكفاءة والقدرة على خدمة الوطن والمواطنين بما هم أهل له، خاصة أن المسؤولية كبيرة، والوجود تحت قبة المجلس تكليف وليس تشريفاً، فهذا الوطن الغالي يستحق منا جميعاً كل ما هو جميل وراقٍ من إخلاص وتفان. ويبقى أن نذكّر كل مشارك بأن «صوتك أمانة»، فلا تمنحه إلا للأجدر به.