بقلم - علي العمودي
منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وشلل معالم ومفاصل الحياة في أصقاع العالم، كانت الإمارات تتعامل مع التحدي بكل حكمة واقتدار، وبالقدر الذي حرصت فيه على تأمين الداخل ببرامج وسياسات تحصينية متكاملة، ومغلفة بجرعات توعوية عالية العيار وتدابير احترازية ووقائية مشددة، أسفرت عن نجاح وأثمرت تراجعاً في الإصابات على طريق «صفر حالة»، نقول: بالقدر ذاته كان الحرص على مساعدة الأشقاء والأصدقاء، ودعم الطواقم الطبية في بلدانهم.
شاهدنا كيف قطعت بعض رحلات «وطن الإنسانية» 22 ساعة طيران مباشر، للوصول إلى بلد صديق ناءٍ في جنوب أميركا اللاتينية، لإيصال مساعدات طبية لمواجهة الجائحة.
رحلات «وطن الإنسانية» نقلت، حتى خمسة أيام مضت، ما يزيد على 1248 طناً من المساعدات الطبية، لأكثر من 92 دولة استفاد منها ما يفوق المليون من العاملين في المجال الطبي.
وبالأمس، وضمن مبادرة الرجل الذي قال لنا: «لا تشلون هم» صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن تنفيذ أول حملة تطعيم ضد هذا المرض على مستوى العالم، في ظل تفشي الجائحة، حملة استهدفت أكثر من 766 ألف طفل باكستاني، ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، واستطاعت إيصال اللقاحات وتطعيم 722 ألفاً و500 طفل ضد شلل الأطفال، بنسبة نجاح بلغت 94.3%، وتعد الأولى من نوعها التي تنفذ في العالم بعد توقف بقية الحملات، وفي مناطق معروفة بخطورة أمنية عالية.
إنها بعض من صور وآثار مشاعل الخير الإماراتية التي تنشرها أيادي أبناء «بلاد زايد الخير» وتمتد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، تنشر الخير والفرح والسلام والاطمئنان في العالم.
مقابل مشاعل الخير الإماراتية تتقد مجامر الأحقاد في الصدور التي تنز حقداً وغلاً على كل منجز ودور وإسهام حضاري إماراتي، مجامر تدار وتحرك من قبل تجار الشعارات والدين، وعبر منصات مدعومة من أطراف شريرة حاقدة لا تريد لنا ولا لشعوبنا الخير.
ومهما علا ضجيج مجامر أحقادهم نقول: ستمضي الإمارات على طريق الخير، بعد أن «شطرت الذرة وتريد استكشاف المجرة»، وأنتم ترزحون مكانكم، تحرقكم نيران الحقد، وراتعون بالخيبات والعثرات؛ لأن صدوركم لا تعرف غير الغل، ولا تجيدون سوى التآمر.