بقلم - علي العمودي
بعد ساعات من العمل المضني، ونقل معاناة البسطاء من أهلنا على الساحل الغربي من اليمن إلى العالم، من جراء الممارسات الإرهابية للميليشيات الحوثية الانقلابية، قرر طاقم قناة أبوظبي مساء الاثنين الماضي التوقف عند مطعم شعبي بسيط في مدينة المخا لأخذ قسط من الراحة، وتناول وجبة سريعة ليواصلوا بعدها رسالتهم في نقل الحقيقة لملايين المشاهدين.
في تلك الأثناء، كانت أيادي الخِسة والغدر الجبانة لتلك الميليشيات الإرهابية قد زرعت عبوة ناسفة في دراجة وضعت بالجوار لتُفجر عن بعد، ويتحول المكان في تلك المنطقة من سوق شعبي إلى كتلة من النار واللهب، ويسقط معها عدد كبير من المدنيين العزل بين شهيد ومصاب، من بينهم زميلنا الشهيد زياد الشرعبي، وإصابة زملائه من فريق «قناة أبوظبي» في تلك المنطقة عند الخطوط الأمامية لجبهة الساحل الغربي، حيث خاضت وتخوض قوات الشرعية والمقاومة اليمنية بدعم وإسناد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومشاركة قواتنا المسلحة الباسلة، معارك شرسة، وهي تطوق ميناء الحديدة الاستراتيجي وتُضيق الخناقَ- كما في كل الجبهات - على الميليشيات الانقلابية الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران.
استشهاد زميلنا الشرعبي، جريمة جديدة في ملف مُترعٍ يزخر بجرائم الميليشيات الإرهابية، التي تركز في عملياتها الممنهجة، وقد دأبت على استهداف الصحفيين والإعلاميين، وبالذات شبكات «أبوظبي للإعلام» وغيرها من المنصات، التي تفضح جرائم تلك الميليشيات، التي تعتقد بأنها قادرة على إسكات أصوات ورسائل الحقيقة، لإخفاء أو التستر على جرائمها الفظيعة ضد كل ما هو إنساني، وهي تمضي قتلا وتنكيلا وتجويعاً وتدميراً في اليمن الشقيق. مما يؤسف له هذا الموقف الرخو لهيئات الأمم المتحدة وهي تساوي بين المجرم والضحية، وبين ميليشيات إرهابية انقلابية مارقة تنفذ مخططاً إيرانياً تآمرياً يهدف لتقويض أمننا واستقرارنا، وبين قوات الشرعية والتحالف العربي الذي ينتصر لإعادة الحق إلى أصحابه، ورفع المعاناة عن شعب شقيق تشهد مناطق واسعة منه أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر لمنطقتنا.
استشهاد الزميل زياد الشرعبي واستهداف الميليشيات الحوثية الإرهابية لرسالة «أبوظبي للإعلام» لن ترهبنا أو تثنينا عن أداء واجبنا الإعلامي والوطني تجاه الأشقاء في اليمن وفي كل مكان، فهو واجب في إطار نهج قيادتنا الرشيدة الراسخ في مساندة ودعم الشقيق والصديق.
رحم الله شهداءنا وحفظ إماراتنا منارة للبذل والعطاء.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة الأتحاد