بقلم : علي العمودي
في ذلك الاحتفال القشيب والقاعة الزاهية، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم أمس، لتكريم أوائل الإمارات، الذي خصص هذا العام للاحتفاء بالمبدعين وفرسان القراءة وداعمي هذا الفعل الحضاري في رحاب عام القراءة الذي انطلق بتوجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «الإمارات تقرأ.. الإمارات ترقى»،
توقفت أمام مشهد بسيط يحمل كل معاني الحب والتقدير والرعاية من لدن قيادتنا الرشيدة لكل من في وطن الشموخ، عندما تقدمت لمنصة التكريم بخطى واثقة الطفلة حفصة سرور ذات الأعوام الستة التي تعد أصغر كاتبة، وصافحت الشيخ محمد بن راشد الذي طبع على رأسها قبلة أبوية حانية، وهي تقدم لسموه إصدارها الذي يحمل اسم «المزرعة الجميلة»، تسلمه القائد والأب وسلمه للفائزة الأولى في مسابقة تحدي القراءة على مستوى الإمارات فاطمة النعيمي ذات الـ 17 ربيعاً، والتي بدورها وضعت الإهداء على رف توزيع الجوائز، وعندما فرغ سموه من تسليم المكرمين جوائزهم، اتجه إلى ذلك الرف لأخذ الكتاب الجميل في لفتة تجسد للجميع ما يحظى به كل فرد على امتداد إمارات الخير والعطاء، من رعاية ومتابعة من جانب القيادة مهما كان سنه، وتقدير لكل مجتهد ومبدع.
لقطة بألف كلمة وكلمة، وتصرف عفوي يحمل معاني عظيمة تجسد ما أنعم الله به على هذا الوطن من قادة عظام يتحلون بالحكمة والرؤى الثاقبة لرعاية الإنسان، أعظم الثروات وعماد بناء الحضارات وتقدم وازدهار الشعوب، والمفتاح القراءة والثقافة والعلوم.
قيادة تنظر للكتاب والثقافة باعتبارهما نوراً يدحر ظلام التخلف والانغلاق، وما يتبعه من رفض للآخر في مجتمعات تتناسل فيها قوى التطرف والإرهاب، وتجد بيئتها في مناطق الجهل والأمية بمعناها الشامل.
كان التكريم لسباق الفكر الذي انطلق وجذوة الإبداع والابتكار التي أضاءت سماء الإمارات، والأرض التي تحولت إلى حاضنة لكل عمل تنويري مبدع لمصلحة الإنسان أينما كان.
رؤية انطلقت من القراءة والكتاب لتصنع من تجربة الإمارات أنموذجاً ملهماً في بناء الإنسان في وطن يتفرد بقيم عظيمة، تتجلى في حسن التعايش والتسامح، وتبني جسراً قوي البنيان والدعائم للتواصل مع الثقافات والحضارات لخير البشرية جمعاء.