بقلم - علي العمودي
اليوم تستضيف الإمارات الحوار الإقليمي حول العمل المناخي، والذي ينعقد قُبيل قمة القادة للمناخ في العاصمة الأميركية واشنطن الشهر الجاري، ومؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ أواخر العام الحالي في مدينة جلاسكو الأسكتلندية.
الحوار الذي يشهده مسؤولون دوليون كبار، يعد تقديراً للريادة الإماراتية ومبادراتها في العمل المناخي ودعم البيئة والاستدامة، وهم يجتمعون في «بلاد زايد»- طيب الله ثراه- الرجل الذي آمن مبكراً بضرورة العمل معاً وتضافر الجهود من أجل صيانة الموارد الطبيعية والحفاظ على الكوكب الذي نعيش فيه، ليختاره العالم «رجل البيئة الأول».
كما يُعقد الحوار في رحاب أبوظبي عاصمة الطاقة المتجددة، مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أرينا» كأول وكالة من وكالات الأمم المتحدة تستقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن هذه المنطقة التي ينظر إليها الكثيرون على أنها مجرد مصدر مهم لإنتاج وتصدير النفط والطاقة التقليدية، ولدت مبادرات رائدة للمساهمة في الحد من الانبعاثات والتصدي لتأثيراتها بما في ذلك حرارة الأرض والاحتباس الحراري وتداعيات التغير المناخي، وقدمت الإمارات للعالم أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية في مدينة «مصدر» بأبوظبي، وتبنت مبادرات خضراء وحلولاً للطاقة النظيفة، سواء من خلال الطاقة النووية أو الشمسية، حيث تضم إحدى أكبر محطات التوليد بهذه الطاقة في العالم، أو استثماراتها في طاقة الرياح التي أصبحت تضيء بيوتاً ومشاريع في العديد من دول العالم، انطلاقاً من رؤية قيادة حصيفة تنظر للعمل المناخي باعتباره يُوّلد«فرصاً كبيرة لتعزيز نمو الاقتصاد وتنويعه وتبادل المعرفة وصقل المهارات»، ناهيك عن التعامل مع التحديات البيئية الراهنة والمستقبلية.
ومن هذه المنطقة أيضاً نشهد مبادرة ريادية جديدة تتمثل في «الشرق الأوسط الأخضر» التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتهدف لزراعة 50 مليار شجرة، لتكون أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
لقد كانت الإمارات أول دولة في منطقتنا الخليجية توقع وتصادق على اتفاق باريس للمناخ، وأول من أعلن وتبنى الحد من الانبعاثات في مختلف جوانب الاقتصاد، لتمضي في ذات المسار لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 23.5% بحلول العام 2030.
حوار أبوظبي اليوم محطة مهمة جديدة تؤكد الريادة الإماراتية وتصنع بالتعاون مع الشركاء الدوليين مسارات نوعية - رغم تداعيات جائحة كورونا- تلبي تطلعات العالم لحماية البيئة وموارد الأرض لسلامة كوكبنا والأجيال القادمة، وبالتوفيق.