بقلم :علي العمودي
مع احتفالات الإمارات باليوم الوطني الخامس والأربعين ديسمبر المقبل تشمخ منارة حضارية جديدة تروي للأجيال قصة ولادة دولة وصنع تجربة سرعان ما تحولت أنموذجاً ملهماً، إنه «متحف الاتحاد» الذي أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) عن تدشينه مؤخراً بالتزامن مع المناسبة الوطنية الغالية على قلوب أبناء الإمارات.
متحف الاتحاد» رسالة وفاء للآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما الحكام الذين شاركوهما العمل على تحقيق الحلم الذي كان يخفق بين الأضلع إلى حقيقة واقعة، ودولة وتجربة اتحادية تبرعمت أمام أنظار الجميع لتصبح اليوم ما أصبحت عليه من دولة عصرية متقدمة حققت لأبنائها من الرخاء والسعادة والرفاهية والاطمئنان للمستقبل ما لم يتحقق لغيرهم بحسب ما شهدت به المؤشرات الدولية للتنمية.
«متحف الاتحاد» رسالة لأجيال الحاضر والمستقبل بأن صرح الإمارات الشامخ اليوم لم يتحقق بناؤه بالاستسلام للأحلام أو الأوهام أو بضربة حظ، وإنما بفضل من الله وبحكمة رجال أوفياء حباهم الخالق رؤية وبصيرة ثاقبة تستشرف المستقبل وتملك بوصلة الاتجاه الصحيح للمضي بالوطن وأبنائه على الدرب الصحيح للوصول إلى مرافئ الأمن والأمان والرخاء والازدهار، على الرغم من الأنواء والعواصف والأمواج العاتية التي تضرب منطقتنا المضطربة على امتداد العقود الخمسة الماضية.
رؤية اعتمدت على أبناء الإمارات واستثمرت فيهم كثيراً ووفرت لهم كل فرص التعليم والتأهيل والرعاية والتمكين، ومضى على الدرب ذاته الجيل الذي تسلم الراية من بعدهم، وتعززت صروح البنيان الشامخ بالمزيد من دعامات البناء لتصبح الإمارات منارة إشعاع حضاري، وجسراً للتواصل الإنساني، وملتقى لحضارات وثقافات العالم، وأيقونة للمحبة والسلام، تستضيف على أرضها ملايين البشر من مختلف أصقاع الأرض ينحدرون من ثقافات ومعتقدات وأعراق مختلفة، لينصهروا في ورشة عمل واحدة في أجواء غير مسبوقة من التسامح وحسن التعايش تعمل بكل دأب واجتهاد لخير الإنسان ليس في الإمارات، وإنما في كل مكان، ولا يكاد يمر أسبوع هنا إلا ونحن مع مبادرة جديدة تنطلق من بلاد «زايد الخير» نحو العالم لمساعدة البشرية.
«متحف الاتحاد» امتداد لتجربة الإمارات، وهي كتاب مفتوح لكل من يريد الاستفادة منها لصنع الأفضل والأجمل للإنسان حيثما كان.