بقلم : علي العمودي
يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للتسامح، والذي يصادف السادس عشر من نوفمبر من كل عام، ودعت إليه الأمم المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي، بتوصية من منظمة الثقافة والعلوم «يونيسكو»، لتشجيع حكومات العالم على الالتزام بنشر وتشجيع قيم التسامح والاحترام والحوار والتعاون بين الحضارات والثقافات والشعوب.
الإمارات عندما تشارك العالم احتفاله بالمناسبة ، فإنما تقدم تجربة ملهمة، وأنموذجاً يُحتذى به، تأسس على موروث راسخ، أصبح منهاج حياة وأسلوب عمل وممارسة يومية.
منذ عهود وعصور غابرة، وقبل أن يختار المجتمع الدولي هذا التاريخ من كل عام، عرفت هذه المنطقة من العالم صوراً من حسن التعايش والتسامح توارثته الأجيال. ومنذ كنا صغاراً نلهو عند الشاطئ كنا خليطاً من جنسيات وأعراق وملل متعددة، لم تكن قلوبنا الصغيرة وعقولنا تحمل إلا الحب للجميع، وهذا الشعور بالمساواة بين الجميع، تلك كانت النشأة لأجيال عدة، وهي تتعلم من مجالس القادة المؤسسين وحكامنا التي كانت تحتضن كل قادم من دون تمييز.
وقد نهلنا من مدرسة ومعين القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمز التسامح في تاريخنا المعاصر، وهو النهج الذي تعزز في ظل قائد المسيرة وعهد التمكين الميمون لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادرات وقوانين روح التسامح التي ميزت هذه الواحة الغناء من الأمن والأمان، والتي يستظل بظلالها الوارفة من الرخاء والازدهار ملايين البشر من إماراتيين ومقيمين، مبادرات وقوانين تصد كل من تسول له نفسه محاولة العبث بصفاء سماء التسامح الإماراتي. وتفردت حكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بوجود وزيرة للتسامح.
كما تفردت مناهجنا الدراسية بإضافة مادة التربية الأخلاقية بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتتشرب أجيال الحاضر والمستقبل من قيم الآباء والأجداد، وفي المقدمة منها روح التسامح التي جعلت من الإمارات منارة ساطعة للتعاون والتعايش البناء، والتواصل الخلاق بين الثقافات والحضارات، لرسم مستقبل أفضل للإنسانية التي لم تزدهر الحضارات التي شهدتها إلا بالتسامح، ونبذ التطرف وإقصاء الآخر، وهي منطلقات أعداء الحياة من متطرفين وإرهابيين بحقدهم الأعمى لتهديد الوجود الإنساني قاطبة.