بقلم : علي العمودي
شهدت العاصمة أبوظبي أعمال القمة الحكومية الرابعة للموارد البشرية التي نظمتها إحدى الشركات المتخصصة في تنمية الموارد البشرية تحت شعار «خلق الابتكار في أداء الموظفين» بحضور ومشاركة مسؤولي القطاع في العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة داخل الدولة ومن دول مجلس التعاون الخليجي. وفي مؤتمرات كهذه يطرح المشاركون أهم القضايا الخاصة بضمان سعادة الموظف لينتج ويعطي أقصى ما لديه لرفع الأداء العام لجهة عمله بما يعود بالنفع على المجتمع والوطن.
ما استوقفني في هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات والملتقيات المماثلة نظرة العديد من الجهات لأقسام «الموارد البشرية»، فبدلاً من متابعتها لتطوير أدائها تترك مهملة أو مغيبة. ومن أبرز صور الإهمال لها هو تركها تتضخم بصورة غير صحية أو سليمة، فتجد أن العاملين فيها أكثر عدد من العاملين في الأقسام الإنتاجية، وتنعكس الأدوار، وبدلاً من خدمة هؤلاء الموظفين في «الموارد البشرية» لبقية العاملين معهم في نفس الجهة، وهم وجدوا أصلاً لخدمتهم، نرى أن الفريق الأول تتملكه قناعة مغلوطة بأن الفريق الثاني وجد لخدمته وإرضائه. مما يولد الانزعاج والتذمر من طريقة تعامل الكثير من العاملين في أقسام «الإتش آر» مع زملائهم في الأقسام الأخرى، وهذا الأمر ملحوظ وملموس في العديد من الجهات.
حتى مفهوم «سعادة الموظف» مغيب لدى هؤلاء الموظفين، بعد أن تضخمت الذات فيهم، وهم يعتقدون بأنهم «أولي باس شديد» في حجب هذه العلاوة أو تلك أو حتى وقف راتب الموظف، وهذه الطامة الكبرى من إفراز سياسات إدارية فاشلة لا تحسن اختيار العاملين في أقسام الموارد البشرية، بل وصل حال بعض الجهات أنها إذا أرادت معاقبة موظف لديها أحالته على «الشؤون الإدارية» و«الموارد البشرية»، فكيف نتوقع من شخص لديه الشعور بأنه معاقب وتعرض للتعسف أن يرسم الابتسامة على وجه زميل آخر كلف بخدمته وتنظيم أموره الإدارية و«إسعاده»؟
الصورة التي أطرحها ظاهرة ملموسة في الكثير من الجهات، ولن تختفي إلا مع تغيير نظرتنا للعاملين في أقسام الموارد البشرية وحسن اختيارهم، فليس العبرة بكثرة العدد وإنما بالكفاءة وإدراك أهمية الدور المطلوب منهم في خدمة العاملين معهم لا تعقيدهم بممارسات وأساليب إدارية بالية عفا عليها الزمن. ولعل اعتماد نظام الدوام المرن كمثال كان أكبر درس عليهم استيعابه