رسالة أم تجارة

رسالة.. أم تجارة؟

رسالة.. أم تجارة؟

 صوت الإمارات -

رسالة أم تجارة

بقلم : علي العمودي

دخول مادة التربية الأخلاقية إلى مناهجنا الدراسية، تنفيذاً لمبادرة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتطلب مواكبة متفاعلة من فضائياتنا ووسائلنا الإعلامية ورسائلنا التوجيهية، خاصة وهي تدخل إلى كل البيوت لتخاطب كل العقول على اختلاف مستويات إدراكها.
مادة التربية الأخلاقية اقتضتها ضرورات أدركتها رؤى القيادة الرشيدة، في إطار جهودها الحثيثة لحماية وتعزيز القيم الأصيلة للمجتمع، وما عرف من «السنع» الإماراتي المستمد من جوهر وروح تعاليم الدين الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة. وتتمحور كلها على إعلاء الفضائل خلقاً وسلوكاً وممارسة على طريق تكريس روح المواطنة الصالحة وقيم الولاء والانتماء.
المواكبة والتفاعل المطلوبان من فضائياتنا يتطلبان وقفة مراجعة لبرامجها وما تبث، وما إذا كانت تتماهى مع الغاية السامية من إدخال «التربية الأخلاقية» للمناهج الدراسية.

قنواتنا التلفزيونية وفضائياتنا، كانت ملتزمة في محتواها مع الرسالة الإعلامية الهادفة التي تعمل على تكريس الفكر الوحدوي الذي قامت عليه إمارات المحبة والعطاء مع قيام الدولة، وواكبت مسيرة التنمية بجوانبها المختلفة، لا سيما ما يختص بتعميق الانتماء وإبراز الشخصية الإماراتية. رسالة واضحة ومحتوى قيم، قبل أن يظهر علينا الذين أقنعوا قنواتنا بأن الإعلام لم يعد رسالة، وإنما تجارة يجب أن تحصد الأرباح لتمويل نفسها، فتدفق علينا المستشارون من أصحاب البدلات الأنيقة والشعر اللامع بعناية «الجل»، وندخل في سباق جلب المسلسلات المدبلجة التي تتضمن كل حلقة منها ألف معول لهدم ما يبنى في عام دراسي بأكمله مع مادة التربية الأخلاقية. أعمال هابطة للغاية تمجّد الجريمة وبيع الضمائر والذمم والتهتك والانحطاط الأخلاقي، ومع هذا تنفق فضائياتنا ملايين الدراهم لشرائها وعرضها لتحقيق أعلى نسب المشاهدة بزعم اجتذاب المعلنين والظفر بأكبر حصة من الموازنات الإعلانية.

تحقيق الأرباح والتمويل الذاتي وتنمية الموارد أمور مشروعة، ومن حق كل محطة وقناة، ولكن ليس بهذا الأسلوب الرخيص الذي لا يفسد الذوق العام وحسب، وإنما يعمل على تخريب العقول والأفكار بتسويق الممارسات والقناعات التي أشرت إليها، ولا يجد معها رب الأسرة من إجابة عنها أمام صغاره، وأسئلتهم العديدة البريئة.

«التربية الاخلاقية» يجب أن تكون أمام أنظار مسؤولي فضائياتنا قبل إجازة أي عمل يقتحم بيوتنا، باختصار عليهم أن يميزوا بين مرحلة ما قبل، وما بعد «التربية الأخلاقية».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة أم تجارة رسالة أم تجارة



GMT 22:30 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

ضباب في "القفص"

GMT 21:25 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

وتمضي مسيرة الخير

GMT 21:30 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"العضد والعضيد"

GMT 21:18 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

ليست مجرد بطاقة

GMT 23:32 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يوم المجد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates