بقلم - علي العمودي
إعفاء 3310 مواطنين من ديون بقيمة 361 مليون درهم مبادرة جد طيبة وعميقة الأثر تحل على إمارات الخير والعطاء، وهي تعطي ثمارها من رؤى راعي مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ونحن في رحاب عام التسامح أحد أعظم القيم التي غرسها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
المبادرة الطيبة الكريمة التي بادر بها نحو 13 مصرفاً وطنياً لها أبعادها الطيبة والإيجابية على مختلف الصُعد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وستكون لها من الدروس والعبر الكثير، وبالذات للمستفيدين منها سواء من ورثة المتعثرين أو من الذين قادتهم ظروف التعثر إلى خلف القضبان والغارمين والغارمات.
من أبرز وأهم دروس إقالة العثرات التي تقدمها قيادتنا الرشيدة ضرورة الارتقاء بالوعي ورفع درجة الحذر في التعامل مع القروض أو الانخراط في المشاريع غير المدروسة، خاصة وأن قادتنا حفظهم الله يولون الاستقرار الأسري والاقتصادي ورفاهية المواطنين أولوية قصوى.
ذات مرة وخلال كلمته في القمة العالمية للحكومات قبل أعوام عدة، أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد تحذيراته للشباب من القروض التي وصفها بالورطة، وفي تماهٍ مع تلك الدعوة السامية جاءت رؤية القيادة الرشيدة عبر صندوق معالجة القروض بضرورة بناء المواطن المنتج المتمتع بوعي ادخاري إنتاجي يرشد إنفاقه بصورة علمية وعملية تقيه مخاطر الانزلاق في مصائد القروض بأنواعها.
كما نتمنى أن تكون هذه المبادرة فرصة للبنوك الوطنية لمراجعة حساباتها وخطواتها وسياساتها المتبعة في هذا المجال والميدان، حيث نجد البعض منها يتعمد إغراق المتعاملين معه بقروض وتسهيلات ائتمانية لا قبل له بها، وهو يعلم أن قدرته على السداد محدودة. كما أن من بين مندوبي المصارف من يزين لطالب قرض بسيط تحويل طلبه من قرض شخصي إلى تجاري فقط ليرفع سقف المبلغ المقترض. وهكذا وجدنا شباباً في بداية رحلة العمل والعطاء أسرى قروض بمبالغ ضخمة يتطلب سدادها عقوداً طويلة.
قديماً علمنا أجدادنا ضرورة «مد ريولك على قد لحافك»، وتحية لكل من أسهم على ترجمة وتنفيذ المبادرة السامية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد