بقلم - علي العمودي
تتعمد كثير من الصحف ووسائل الإعلام الغربية، والبريطانية منها تحديداً، القفز فوق الحقائق والوقائع، لتستهدف نظامنا القضائي وقوانيننا وتشريعاتنا ونمط حياتنا، وتسيء لبلادنا لإرضاء توجهاتها المريضة، وهي التي تردد ليل نهار ادعاءاتها بأنها تلتزم المهنية، وتحرص على المصداقية والحيادية في تقاريرها الصحفية.
قبل أيام، عادت تلك المطبوعات الصفراء لترديد أسطوانتها المشروخة والممجوجة، وهذه المرة بسبب إلقاء القبض في الدولة على مضيفة طيران بريطانية وبحوزتها مخدرات، ومهما كانت الكمية التي ضبطت معها، فهناك تهمة ومتهمة وعقوبة بانتظار كلمة القانون، كما يفترض أن يكون في أي دولة لها نظامها القضائي وقوانينها التي تتطلب احترام الجميع. ماذا كان يتوقع هؤلاء الموتورون من سلطات إنفاذ القانون الإماراتية؟ أن تربت على كتف المتهمة وتتركها لتمضية بقية السهرة مع شريكها دون عقاب؟!. حتى في بلدان الحريات التي يتحدثون عنها مثل هذا الأمر غير مقبول، وشاهدنا مقدار العنف الذي يتعاملون به مع المتهمين بصورة تفضي أحياناً للموت.
مثلما لا يقبلون تدخلنا في نظامهم القضائي لا نقبل منهم الشيء ذاته. شاهدنا كيف كان دعاة المهنية والاحترافية والمصداقية يؤلبون الصيف الماضي الشرطة والقضاء على شبان خليجيين لمجرد أنهم يستعرضون بسياراتهم الفارهة الباذخة في «نايتسبريدج» و«اكسفورد» و«ايجوررود»، ومع تحفظنا ورفضنا لتصرفات أولئك الشبان، إلا أنها لا تقارن مع عشرات قضايا خرق القانون وحيازة وتعاطي المخدرات والممارسات غير الأخلاقية للذين تدافع عنهم تلك المنصات والأبواق وأكشاك الصحافة الصفراء في لندن وغيرها.
ومما يحز في النفس، الجحود ونكران الجميل اللذان يقابل بهما أولئك المدانون العفو السامي عنهم، فبمجرد أن يصلوا لبلدانهم حتى يتاجروا بقصصهم لذات المنصات والأكشاك الصفراء التي تنفخ فيها وتجعل منها حلقات جديدة من مسلسلات الإساءة للإمارات. ومنها قصة ذلك الجاسوس ماثيو هيدجز الذي أفرج عنه قبل فترة بعفو خاص، وما أن غادر البلاد حتى سخر كل وقته لكيل الاتهامات والافتراءات للإمارات في كل المنصات الحاقدة التي تستضيفه.
المسألة زادت عن حدها والحملة الممنهجة ضد الإمارات لن تزيدها إلا تمسكاً بالالتزام والقوانين التي تفخر بها وبالنظام القضائي فيها، وهي دولة المؤسسات والقانون الذي يتساوى أمامه الجميع. وأمثال هؤلاء اللئام ممن لا يستحقون الكرم والعفو بحاجة لمواقف رادعة وحازمة، هم وكل من يعتقد أنه صاحب دم أزرق فوق القانون!!