بقلم - علي العمودي
بكل انسيابية ووضوح وثقة بالنفس، انطلق العام الدراسي «الهجين»، بعد جدل ولغط أثاره البعض، جراء مخاوفهم من آثار جائحة كوفيد 19 التي تضرب العالم، وهو تخوف مشروع، ولكنهم أمام تلك المخاوف تناسوا أننا على أرض الإمارات، حيث سجلت تجربة متفردة على مستوى العالم في التعامل مع الجائحة منذ بدايات ظهورها.
الانطلاقة الواثقة والهادئة للعام الجديد، جاءت لتؤكد الثقة الكبيرة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، ووضعت ثقلها ورهانها على ما استشرفته كعادتها، وما حرصت على حشده وتوظيفه وتوفيره من إمكانات، انطلاقاً من تلك المقولة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم»، وها هو غداة انطلاق العام الدراسي الجديد، يدعو الخالق عز وجل «أن يجعله عاماً حافلاً بالإنجاز والتميز»، مؤكداً أن «سلامة أبنائنا وصحتهم أولوية قصوى في منظومتنا التعليمية في ظل تحديات «كورونا»، وأن «استدامة التعليم خلال الفترة الماضية تعزز ثقتنا بمواصلة التطوير والتحديث بما يحقق جودة التعليم».
ومع انطلاقة العام الدراسي «الهجين»، أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة «مرحباً مدرستي»، تزامناً تحت شعار «نحن قدّها»، لبث الإيجابية والتفاؤل في «أوساط كافة عناصر المجتمع التربوي، وخلق أجواء تفاعلية لدى الطلبة، تمهد لهم الطريق لمواصلة مسيرتهم التعليمية، ضمن بيئة التعلم الهجين التي اعتمدتها».
وأعلنت الوزارة، أنها من خلال أنشطة المبادرة «تتبنى مزيجاً من التحفيز والتوعية للطلبة والكوادر التعليمية وأولياء الأمور، بما يدعم جهودها في الحفاظ على بيئة تعليمية آمنة وفعالة كفيلة بالحفاظ على المسيرة التعليمية، من خلال تمكين الميدان التربوي من ممارسة أدواره بكل كفاءة وحيوية، أخذاً بالاعتبار كافة الاشتراطات الصحية، التي حددتها الوزارة لكل من الطلبة والمعلمين، وذلك لاستدامة العام الدراسي، بعيداً عن أي مخاطر»، مع التركيز على رفع درجة وعي الطلاب «حول كيفية التعامل مع بعضهم، ومع المرافق التعليمية المتنوعة داخل الحرم المدرسي، بما يضمن تقليل الاحتكاك فيما بينهم، وتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة، ضمن بيئة تعليمية قائمة على التفاعل والتعاطي الإيجابي في مختلف تفاصيل اليوم الدراسي».
المخاوف روح سلبية تعطل صور الحياة وتعرقل الأداء والعمل، نرفع أمامها شعار: «نحن قدّها» بلا تهويل أو تهوين، لنثق بأنفسنا وقدراتنا وإدراكنا أنه بالوعي والالتزام سنستمر في أمان، وحفظ الله الجميع.