بقلم : علي العمودي
مشاعر عصية على الوصف تغمر كل إنسان يغادر داراً ألفها فؤاده وارتاحت لها نفسه، وأمضى فيها وقتاً جميلاً سواء للدراسة أو العمل أو السياحة، ويضطر لمغادرتها في ظروف غير عادية ولا متوقعة إلى بلد لا يعرف فيها أحداً ليجد في استقباله رسالة شخصية من قامة شامخة بمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ترحب به وتطمئنه بأنه بين «أهله وأصدقائه».
تلك كانت حالة الذين تم إجلاؤهم بالأمس من مقاطعة هوبي الصينية بعد تفشي فيروس كورونا وهم رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
جاءت عملية الإجلاء بتوجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتمثل نقلة تحول جديدة في مسيرة العطاء الإماراتي الحافل بالعديد من المحطات التي كان عنوانها الدائم «نهج زايد» وعطاء بلاد «زايد الخير» وجود الإمارات الذي يمتد إلى مشارق الأرض ومغاربها، وحيثما نادى منادي الواجب واستغاث ملهوف وظهرت حاجة محتاج.
حدثني الزميل أحمد اليماحي من تلفزيون أبوظبي الذي رافق العائدين على متن طائرة الإجلاء الخاصة عن مشاعر ودموع الفرح التي غمرتهم وعاصمة الإنسانية تحتضنهم بعد أسابيع من العزلة جراء الأوضاع التي سادت مدينة ووهان بعد تفشي الفيروس، ليس ذلك فحسب بل وتحرص على الاطمئنان عليهم حتى يعودوا إلى أوطانهم.
عملية الإجلاء صفحة ساطعة من صفحات ملحمة العطاء الإماراتي ويده الممتدة بالخير دائماً للجميع من دون تمييز لعرق أو لون أو معتقد، وتثبت كذلك حجم الإمكانيات الكبيرة والاستعدادات الضخمة للتعامل مع أي طارئ مهما كان. وفوق ذلك كله الإرادة والتصميم الإماراتي على إنجاز أي عملية بكفاءة عالية واحترافية كاملة. وتقف مدينة الإمارات الإنسانية خير شاهد على تلك الإرادة بما تضم من تجهيزات وكوادر طبية وتمريضية متمرسة.
اليوم ونحن نرحب بالأشقاء والأصدقاء الذين تم إخلاؤهم من الصين، نقول لهم كما قال لهم أبو خالد «حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً» ضيوفاً أعزاء مكرمين، نجدد التحية والتقدير لشبابنا المتطوعين الذين شاركوا في المهمة ولبوا النداء بكل رحابة صدر واستعداد رغم المخاطر لتظل الإمارات «دار الأمان».. «وطن الإنسانية».