بقلم - علي العمودي
شهدت مناطق مختلفة من الدولة وبالذات في أبوظبي تشكل وهبوط الضباب بكثافة، وسط توقعات باستمراره، خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي تجدد معه السلطات المختصة وبالذات في المركز الوطني للأرصاد، ودوائر الشرطة دعواتها لأفراد الجمهور، خاصة قائدي المركبات إلى أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالسرعات المحددة أثناء القيادة، وتأجيل الرحلات غير الضرورية. كما يتسبب الضباب في اضطراب حركة الطائرات والمطارات في كل عام. ومع عام «كورونا» ازداد الاضطراب بكل معانيه.
نجدد توجيه الشكر والامتنان والتقدير لشرطة أبوظبي لما تقوم به من جهد كبير لتحذيرنا بصورة استباقية من هبوط الضباب، وكذلك تذكيرنا وتنبيهنا عند تفعيل خفض السرعات، وعودتها لمعدلاتها المعتادة عقب انقشاعه. كما تُسيّر دورياتها في تلك الظروف الدقيقة والخطيرة لرصد ومخالفة الشاحنات غير الملتزمة بقرارات وقف الحركة في مثل هذه الأحوال التي تشكل خطورة على الجميع، وتقديم المساعدة لغير القادرين على التعامل مع الظرف الطارئ.
أبسط ما نقابل به الجهد الكبير لهؤلاء الرجال في مرور أبوظبي، التعاون معهم بالالتزام بالسرعات المحددة وقواعد القيادة الآمنة، فقد وضعت من أجل سلامتنا جميعاً، وأفضل ما نعبّر به عن امتناننا لهم، وتقديرنا لجهودهم هو الالتزام بالضوابط الموضوعة للقيادة في مثل هذه الظروف، فعل بسيط له أثر عظيم على سلامة جميع مستخدمي الطريق. للأسف تجد بعض المستهترين ممن يقودون بطيش دون أدنى تقدير لتبعات الأمر، ودون مراعاة الأحوال السائدة، فتجدهم يمرون كالسهم بجوار الآخرين الملتزمين رغم تدني مستوى الرؤية، معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، لأمثال هؤلاء تُغلّظ العقوبات وتُضاعف الغرامات.
وبمناسبة الحديث عن الضباب والالتزام بالقيادة الآمنة نذكّر المجلس المروري الاتحادي بتلك التوصيات التي غابت بين الأدراج حول تزويد الشاحنات والحافلات الصغيرة بأداة تحول دون استخدامها عندما يكون سائقها مرهقاً وغير كامل الجاهزية والاستعداد الذهني والبدني. فأغلب حوادث الاصطدام بين حافلات نقل العمال والشاحنات، خلال أوقات الضباب، وغيرها مردها للحالة الذهنية لأحد أطراف الحادث، كما تشير لذلك سجلات المرور والتقارير الفنية. برزت أهمية الأمر والحاجة لتبني مثل هذه المبادرات مع تزايد حوادث التصادم، وبالأخص تلك المتعلقة بالنقل الجماعي للعمال، وغيرهم.
وفي ذات الإطار نتمنى من مسؤولي «الموارد البشرية» في بعض دوائرنا مراعاة تأخر العاملين جراء ظروف تقلبات الطقس، فسلامة الموظف أهم من أن تكون مجرد بصمة، وسلامتكم.