بقلم : علي العمودي
اليوم آخر يوم عمل في الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة وبعض منشآت القطاع الخاص، قبل بدء عطلة تناهز عشرة أيام بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والمسرات، ومع كل عطلة يتجدد الحديث عن السياحة الداخلية التي يراها الكثيرون أنها فوق متناولهم بسبب مبالغات الأسعار من جانب الجهات المشغلة للمنشآت والمرافق السياحية، وفي مقدمتها الفنادق والأماكن الترفيهية الشهيرة في البلاد وأصبحت من معالم الدولة.
ولعل أكثر ما يزعج في الأمر أن تكتشف أن الزائر القادم من الخارج والساكن في الغرفة المجاورة لك في نفس الطابق من ذات الفندق دفع سعراً أقل منك بنسبة كبيرة لأنه استفاد من العروض المغرية التي تقدمها الشركات المروجة وتركز فيها على الأسواق الخارجية متضمنة أسعار تذاكر الطيران وحتى الاستقبال من وإلى المطار. مما شجع الكثير منا على التواصل مع مواقع إلكترونية خارجية تقدم أسعاراً مغرية لنفس الفنادق التي ترفع أسعارها في وجه الزائر المحلي.
اليوم ظهرت في الدولة مرافق ترفيهية سياحية على مستوى عالمي تستقطب الزوار والسياح من أنحاء العالم يتدفقون عليها للاستمتاع بما تتضمن في أجواء من الراحة والطمأنينة والأمن والأمان قلما يجدونه في أماكن أخرى من عالمنا المضطرب، ولكن هذه المنشآت أيضا تبالغ في أسعار الدخول إليها.
أحدهم أجرى عملية حسابية بسيطة أمامي كشفت له بأن كلفة زيارته مع أفراد أسرته لإحدى هذه المنشآت داخل الدولة ليوم واحد، أعلى من كلفة ذهابه معهم إلى إحدى الوجهات السياحية الجديدة في وسط آسيا وضفاف بحر قزوين.
في الكثير من بلدان العالم بما في ذلك الوجهات السياحية العالمية هناك أسعار خاصة للمواطنين والزوار المحليين والأسر الكبيرة والطلاب وكبار السن، وتعتبر ذلك جزءاً من التزامها وحرصها على إتاحة الفرصة للجميع للاستمتاع بهذه المرافق والتسهيلات.
عندنا تنظر الجهات المسؤولة عن إدارة المرافق السياحية والترفيهية للأمر على أنه فرصة لتحقيق أعلى العائدات في أسرع وقت ممكن، وإلا كيف نفسر أن قيمة تذاكر دخول فقط لأسرة من زوجين وثلاثة من الأبناء نحو ألفي درهم، غير ما ستتحمل داخل المدينة من ألعاب ووجبات وهدايا أو خلافه؟. بعض تلك المراكز خفضت تذاكرها من300 درهم إلى 90 درهماً لدخول الفرد خلال الصيف، الأمر الذي يكشف ضرورة تدخل الجهات المختصة لحمايتنا من هذا العبث!.
ali.alamodi@alittihad.ae