عندما تحب

عندما تحب

عندما تحب

 صوت الإمارات -

عندما تحب

بقلم : علي العمودي

 بعيداً عن بطولة نهائي «السوبر الإماراتي» لكرة القدم الذي احتضنته الشقيقة الكبرى مصر، على استاد «الدفاع الجوي» بالقاهرة أمس الأول، وبعيداً عن الفائز والخاسر، أقول إن الفائز الأكبر كان عامل نظافة بسيطاً، هو أنموذج للمصري الأصيل المعتز الفخور بعمله وقيمه، وذلك من خلال القصة المؤثرة التي نقلها لنا الزميل منذر المزكي ضمن «أبوظبي الرياضية» لتغطية الحدث من عاصمة العرب، فقد التقى بالعم «عيسوي» الذي يعمل كناساً لشوارع تلك المنطقة من القاهرة على مدى37 عاماً، وبدلاً من أن يقدم له هدية البرنامج، أهدى الرجل المشاهدين دروساً في حب العمل والوطن وشريكة الحياة.

قال الرجل إنه يتشرف بعمله ومهنته في كنس تراب بلاده، ويؤديها بكل فخر، ويعز عليه أن يرى ورقة ملقاة، ممكن أن تشوه جمال الوطن الذي يخدمه. أين من هذا الشعور كل من يشوه جمال المكان الذي يجلس فيه، ويترك مخلفاته دون أن يحملها إلى أقرب سلة للمهملات؛ لأنه يترفع عن ذلك، ويعلم أن هناك من سيقوم بالمهمة نيابة عنه؟!.

عندما عرض البرنامج هديته «رحلة عمرة» على العم عيسوي، اعتذر عن قبولها نظراً لمرض زوجته، وتحت إلحاح مقدم برنامج «على السكة» وافق على تحويل تكلفة رحلة العمرة لصالح علاج زوجته التي كانت تعاني من فقدان البصر في عين، وتجمع مزمن للمياه البيضاء في العين الأخرى.

تابعنا كذلك، كم هو متعلق بها، وقلق عليها، عند باب غرفة العمليات، قبل أن يبشره الطبيب بنجاح العملية، ويتلقى الهدية مجدداً من أبناء الإمارات برحلة للديار المقدسة لأداء العمرة، هو وزوجته، لفتة جميلة ورائعة من «عيال زايد» في «عام زايد» تجاه رجل بسيط، قدم دروساً في الوفاء والانتماء والحب، حب بمعناه الجميل السامي الأوسع والأشمل، حب يجعل صاحبه ينظر للوجود ولكل ما حوله جميلاً بهياً، مهما كانت الظروف والمشاهد أمام ناظريه. مشاعر عظيمة لا تفرق بين ساكن الدور المنيفة، والأكواخ السحيقة، تسكن أصحاب القلوب البيضاء السليمة الزاهية.

كل الشكر لقناة أبوظبي الرياضية والمزكي، فقد قدموا لنا أكثر من مجرد نقل مباراة، بل دروساً لكل إنسان يسكنه الحب فيرى كل ما هو جميل في هذا الوجود، وأعلى مراتب الحب أن يكون المرء مسكوناً بعشق التراب الذي ينتمي إليه وبمن فيه، وأغلى من يدب على أديمه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تحب عندما تحب



GMT 14:48 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

المنصوري والنيادي عند شغاف النجوم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كان يراقبهم يكبرون

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كل هذا الحب

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

رواية عظيمة لا تعرفها

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates