بقلم - علي العمودي
جاء في الأخبار أن شاباً صينياً يدعى ليو فو كاو، يعمل وكيل تأمينات في إحدى مقاطعات الصين، كان يعاني من الازدحام وتصليحات الطرق، التي كانت تضطره لقطع طريق أطول، مما يتسبب في وصوله متأخراً لعمله لأكثر من ساعة. وذات مرة وبينما كان يمارس هوايته في التجديف بنهر اليانجستي أو النهر الأصفر اكتشف أن قطع ضفتي النهر لا يستغرق أكثر من ست دقائق، فقرر أن يسلك هذا الطريق المختصر يومياً إلى عمله، حيث ابتكر طريقة للتغلب على ازدحام المرور في ساعات الذروة باستخدام لوح تجديف لعبور النهر ليقلص مدة رحلته لعمله من 60 دقيقة إلى 6 دقائق فقط متنقلاً بين ضفتيه، وذلك بوضع جميع أغراضه بما فيها جهاز كمبيوتره المحمول ومعطفه داخل حقيبة مضادة للماء في الرحلة التي تتجاوز ألف متر، وعندما يصل للضفة الأخرى يرتدي سترته وجواربه الجافة ليتوجه لمكتبه وهو في قمة النشاط.
تابعت باهتمام خبر كاو وما تفتق عنه تفكيره، ونحن نعاني آثار الازدحام عند مفارق الطرق، وبالذات في مناطق مثل مصفح التي لا يوجد لها سوى مخرج واحد باتجاه العاصمة أبوظبي. بينما نستطيع اختصار الطريق والتخلص من الازدحام بابتكار وسيلة للعبور باتجاه شاطئ الحديريات ليختصر مسافة يضطر الناس لقطعها للوصول إلى أعمالهم على الجانب الآخر من المدينة أو ابتكار طريق بحري يخفف من معاناة المتنقلين بين الشارقة ودبي. خيارات وبدائل كثيرة يمكن ابتكارها. وفي بعض المؤتمرات يذكرنا الخبراء المشاركون فيها بالتكلفة الباهظة للازدحام، ولعل آخرها ما جاء على لسان أحد خبراء النقل على هامش حفل تكريم الفائزين بجائزة دبي للنقل المستدام، والذي قال «إن الإنسان يخسر من وقته ما يصل إلى أسبوع كامل أو ما يعادل 186 ساعة سنوياً وهو عالق في الازدحام المروري».
لا زلنا نتذكر ما تم الإعلان عنه خلال القمة العالمية للحكومات الشهر الماضي التي شهدتها دبي من «أن الازدحام وصعوبة التنقل يسببان انخفاضاً في معدل السعادة لدى الناس، بناء على ما خلصت إليه دراسة أجرتها جامعة «ويست أوف إنغلاند» وجاء فيها عن أثر الازدحام بأن كل 20 دقيقة إضافية من التنقل تتسبب بانخفاض معدلات سعادة الفرد بشكل يشبه انخفاض راتبه 19%».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد