بقلم : علي العمودي
يحل علينا ضيف عزيز غالٍ، شهر رمضان المبارك، بنفحاته الإيمانية وبركاته الروحانية، شهر طيب مبارك، نستقبله بكل حفاوة وإكرام، وبما يليق بخير أشهر العام الذي اختصه الخالق عز وجل بنزول القرآن الكريم، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ناهيك ما يحمل من معاني الإيثار والكرم والإحسان، وما يحفل به من أعمال الخير والبر والإحسان.
إن الكثير مما يجري في مجتمعاتنا خلال هذا الشهر الكريم لا يمت بصلة لروحه وقيمه ومعانيه السامية، وفي مقدمة ذلك، ما نشهده في العديد من دوائر العمل من تعطيل وتأخير في المعاملات تحت ذريعة الصوم، والأسوأ من ذلك، استقبال المراجعين بوجوه تقدح غضباً، وعيون غاضبة لوجود هذه النوعية من المراجعين الذين يتجرؤون على القدوم خلال الشهر الكريم.
والمظهر الآخر الذي يربطه ذلك البعض بشهر رمضان ما يجري من إسراف وتبذير بصورة مخالفة تماماً لمعاني الشهر الفضيل، ومن زار منافذ البيع الكبرى خلال الساعات الـ48 الماضية يخيل له أننا قادمون على أزمة ونقص حاد في المواد الغذائية والاستهلاكية، وهي نقطة يستغلها بعض الموردين لرفع أسعار معروضاتهم طالما يوجد هناك من يدفع، وبهذه الصورة الجنونية غير المسؤولة.
وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة والمناشدات والدعوات المطمئنة لأحوال السوق من قبل الجهات المختصة، وبصورة مكثفة قبيل حلول رمضان، نجد ذلك البعض يصر على ممارساته الاستهلاكية غير المنضبطة، وكأنما تلك الدعوات لا تعنيه، وهي لا يتفكر أو يتدبر في تداعياتها وتأثيراتها عليه، وعلى بيئته ومجتمعه.
أما أسوأ تلك المظاهر التي تصر فضائياتنا بإلحاح على ربطها برمضان، فهي ظاهرة المسلسلات التي تحشدها حشداً لا تترك للمتابع أية فرصة لالتقاط أنفاسه، وكأنما تتصوره خالياً من أية ارتباطات ليتفرغ لها ولمسلسلاتها الفارغة محتوى إلا ما ندر منها.
الكثير من هذه الأعمال تشوه أهم ما في مجتمعاتنا الخليجية، وتقدمها لنا مفككة، الأم مشغولة بأزيائها وديكورات البيت، والأب بسكرتيرته الجديدة، والأولاد مع أصدقائهم وصديقاتهم على دروب الانحراف!!.
ولا أجمل في هذا الشهر الكريم من صلة الأرحام، ومجالس الذِكر والعلم التي تتواصل في رحاب رمضان من كل عام، وتستقطب علماء الدين من مختلف بلداننا العربية والإسلامية.
مبارك عليكم رمضان، وتقبل الله منكم الطاعات.