بقلم : علي العمودي
بكثيرٍ من التقدير والاعتزاز قابلت الدوائر العربية والدولية احتضان عاصمتنا الحبيبة أبوظبي اللقاء التاريخي بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، في إطار جهدٍ محمود ومبارك لإمارات الخير والمحبة لإعادة الاستقرار في ذلك البلد الشقيق. فقد كان لقاء أبوظبي صورة من صور حرص الإمارات على رص الصفوف وتوحيد الكلمة داخل البيت العربي الواحد، وبما يخدم مصالح شعوب ودول عالمنا العربي، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة بأن ما يخدم أي بلد أو شعب عربي شقيق فيه الخير للجميع، وما ينال من أمن واستقرار هذا البلد يؤثر على بقية الدول، وما نراه أمامنا اليوم خير شاهد وبرهان، وبالأخص بعد أحداث ما أسموه بالربيع العربي الذي قاد للفوضى والخراب وتفتيت الدول وتشتيت الشعوب، لتجد الجماعات الإرهابية المتطرفة في تلك البلدان ملاذات آمنة وبيئات خصبة للتناسل فيها.
الدور الريادي للإمارات في توحيد الصفوف والمواقف لأجل خير الجميع هو امتداد لنهج طيب خيّر أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترسمت خطاه قيادتنا الحكيمة، وأصبح معه اسم الإمارات قريناً لكل عمل خيّر جامع للكلمة والجهد والموارد لإسعاد الجميع.
لقاء أبوظبي محطة من محطات جمع الأشقاء في كل مكان، تحرص عليه دوماً بلاد «زايد الخير» لخدمة مصالح الأمة وشعوبها لتستعيد المكانة التاريخية والحضارية الجديرة بها بين الأمم.
الدور الريادي للإمارات ومواقفها المبدئية في خدمة الأشقاء والأصدقاء والمكانة الرفيعة والسمعة الدولية العالية التي تتمتع بها، أوغر صدور أولئك الحاقدين المتاجرين بالدين الذين ينعقون من فضائيات الفتن ممن انكشفت وتعرت أجنداتهم الخبيثة، فاحترفوا خلط الأمور بذات الطريقة والأساليب الخربة التي يتبعها تنظيمهم المأفون ويضع معها ولاءه التنظيمي فوق كل ولاء أو انتماء. أبواقهم التعيسة مهما علا ضجيجها لن تنال من الصورة الزاهية البهية للإمارات ومبادراتها وجهودها المتصلة لنشر الخير وتوحيد الصفوف وجمع الشمل؛ لأنها جهود صادقة تنطلق من قناعات وقيم رفيعة لا تستوعبها الآفاق الضيقة للذين ارتهنوا للمرشد ومن والاه في الداخل والخارج. مواقف إماراتية كبيرة شامخة شموخ راية الإمارات التي ترفرف عالياً في مواقف الشرف والواجب والإخاء، وستظل كذلك أينما احتاج شقيق أو صديق.
المصدر : الاتحاد