لغة البلاد

لغة البلاد

لغة البلاد

 صوت الإمارات -

لغة البلاد

بقلم : علي العمودي

تابعت تصريحات لمسؤولة رفيعة في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، نقلتها إحدى صحفنا المحلية الصادرة بـ«الإنجليزية» حول ضرورة تعلّم المقيمين من غير العرب اللغة العربية، باعتبارها اللغة الرسمية للبلاد التي يقيمون فيها، وأبدت استغرابها لوجود أشخاص مضى على بعضهم أكثر من 30 عاماً في الإمارات، ومع هذا لا يجيدون التحدث بلغتها.

قالت المسؤولة، إنها تصادف أحياناً مقيمين يتحدثون «العربية»، وبالقدر الذي تسعد به لذلك تشعر بالمرارة؛ لأنهم تعلموها خلال وجودهم في دول خليجية أو عربية أخرى.

الواقع أن ما ذكرته مجرد نموذج للغربة الحقيقية التي يعانيها الإنسان عندما يضطر للتخاطب بغير لغته، وهو في موطنه وبين أهله وناسه.

أنقل هنا حالة أكثر غرابة مما قالت المسؤولة المعنية بـ«المعرفة والتنمية البشرية»، وقد تابعتها في برنامج بثه تلفزيون دبي بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، حيث كان مقدم البرنامج يتنقل بحماس بين مقيمين من جنسيات وأعراق مختلفة ليتحدثوا عما ينعمون به من عيش بانسجام ووئام وتسامح على أرض الإمارات، حيث ذكر أحد الذين استضافهم - وهو مقيم آسيوي- أنه ولد ودرس وأسس لأعماله في دبي، مع هذا لا يجيد اللغة العربية وعمره 52 عاماً!!.

حالة كهذه تؤكد، وجود خلل وفجوة كبيرة حول ما تعانيه اللغة العربية من جفوة وتراجع ميدانياً، رغم الجهود الكبيرة والمبادرات النوعية للأجهزة الرسمية في الدولة لتعزيز مكانة اللغة الرسمية، وإلزام التراسل بها عند مخاطبة الدوائر والوزارات الحكومية؛ لأن الخلل منا نحن، فيجد المقيم غير العربي أننا نبادره بالتحدث إليه باللغة الإنجليزية أو بلغته هو، خاصة أن قطاعاً كبيراً في المجتمع يتحدث «الأوردو»، التي يتحدث بها سكان شبه القارة الهندية.

ذات مرة، زارنا ضيف عربي في مهمة عمل، ولاحظت مع مرور الوقت حديثه معنا بطريقة «العرب أوردو» السائدة، معتقداً أنها لهجة أهل الإمارات.

كما شهدت كذلك احتفالاً لشركة طيران وطنية بمناسبة افتتاح خط لها إلى دولة آسيوية قصية، تبارى مسؤولو الشركة في الحديث باللغة الإنجليزية لتبيان جدوى الخط الجديد، وأحرجهم سفير تلك الدولة، وهو يلقي كلمته بلغة عربية فصحى راقية.

حرص المقيم والضيف على تعلم لغة البلد المضيف صورة من احترامه وتقديره للبلاد وأهلها، وبأن يكون جزءاً من نسيجها، ومسؤوليتنا جميعاً مساعدته على ذلك، بالحرص على لغتنا رمز هويتنا الوطنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة البلاد لغة البلاد



GMT 20:34 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

صدارة أبوظبي.. أنموذج ملهم

GMT 20:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لماذا يهربون؟

GMT 20:28 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

إنجاز جديد.. فخر يتجدد

GMT 19:00 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

.. وبدأت الخمسين

GMT 20:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

«السلامة الغذائية»

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates