البقالات الصغيرة

البقالات الصغيرة

البقالات الصغيرة

 صوت الإمارات -

البقالات الصغيرة

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

تقوم المراكز التجارية والجمعيات التعاونية وسلاسل محلات التجزئة الكبرى لبيع السلع الاستهلاكية من مواد غذائية وغيرها، بجهد كبير وملموس في دعم جهود ومبادرات الدولة لمنع انتشار فيروس «كوفيد-19»، منذ ظهور الجائحة، من خلال تركيب الكاميرات الحرارية عند المداخل، وتخصيص رجال «السكيوريتي» لمراقبة الداخلين، وتوزيع القفازات لمن لا يرتديها، وكذلك المعقمات، ومراقبة الالتزام بالتباعد الجسدي.
كما قامت بتركيب عوازل شفافة تفصل بين عامل أو عاملة الصندوق والجمهور، وشجعت على استخدام بطاقات الدفع اللا تلامسية والتطبيقات الذكية، وغيرها من الوسائل الداعمة للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي دعت الدولة للالتزام بها، والحرص على اتباعها في معركتنا مع الفيروس الذي نجح في شل حركة العالم واقتصاد بلدانه. 
حديثنا اليوم عن البقالات الصغيرة المنتشرة في الأحياء السكنية التي ما زالت تعتمد عليها شريحة واسعة من السكان، خاصة أنها تقدم خدمة التوصيل المنزلي الفوري حتى لأبسط الأغراض، وتلجأ إليها ربات البيوت لإسعافهن في اللحظة الأخيرة بغرض بسيط لإنقاذ «الطبخة»، كما أنها- أي تلك البقالات- الوجهات المفضلة للأطفال لابتياع الحلويات برفقة المساعدة المنزلية في الأماسي.
في تلك البقالات الصغيرة لا تلمس أي التزام بالإجراءات الاحترازية التي نتحدث عنها، ولا يوجد أي مجال للتباعد الجسدي الذي لا يحرص عليه لا عامل البقالة ولا المترددون عليها، وتجد أغلبهم لا يقيمون وزناً لموضوع الالتزام بارتداد الكمامات. ومع عدم وجود رقم أو خط ساخن للإبلاغ عن مثل هذه المخالفات، لا يجد الأهالي أمامهم غير خيارين، إما الاستغناء عن خدمات هذه البقالات رغم حاجتهم إليها أو التعامل معها بحذر مع اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة، ويظل القلق مسيطراً على المتعاملين مع تلك البقالات. فعلى الأقل، العاملون في المراكز التجارية يخضعون لفحوص واختبارات دورية للكشف عن حالتهم الصحية، أما عمال البقالات الصغيرة الذين يتنقلون بين البيوت خلال توصيلهم الاحتياجات المنزلية، يمثلون خطراً داهماً على الأسر والمتعاملين معهم.
 وتلمس الاستخفاف بالتدابير كذلك في المحال الأخرى الصغيرة، بل وتجد العامل يستغرب ممن يدعوه للالتزام، وينظر إليه كما لو أنه قادم من كوكب آخر. للأسف، هذه فئات تتحدر من مجتمعات، بيئات الثقافة الوقائية والتوعية فيها غائبة تماماً، لذلك تنظر بكثير من الاستخفاف للإجراءات الوقائية، ولا تفهم ولا تستوعب سوى لغة الغرامات والعقوبات، ومطلوب تكثيف الحملات التفتيشية والمتابعة لردعها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البقالات الصغيرة البقالات الصغيرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates