أرشيف وبيانات

أرشيف.. وبيانات

أرشيف.. وبيانات

 صوت الإمارات -

أرشيف وبيانات

بقلم : علي العمودي

لطالما نظرت العقلية الإدارية العربية للأرشيف نظرة سطحية من دون إدراك لأهمية هذا الجانب للعمل على المستويات والمراحل الزمنية كافة. والدليل أن الكثير من المديرين ما أن يغضب على أحد مرؤوسيه إلا وأحاله للعمل في الأرشيف، بينما يحظى الأرشيف بكل الاهتمام والرعاية والتطوير في مناطق أخرى من العالم على اختلاف وتعدد الاختصاصات، لأنه ببساطة ذاكرة المكان والأمة في نطاقه الأشمل والأوسع، بل وأصبح علماً قائماً بحد ذاته يدرس للراغبين في التخصص فيه.

ذات مرة زرت إحدى مكتبات جامعة العاصمة الفنلندية هلسنكي، وشاهدت خزائن تحت الأرض لحفظ الأرشيف والمخطوطات والوثائق الخاصة بالبلاد، قالوا إنها لا تقُدر بثمن. وكيف أصبحت موثقة على إسطوانات ممغنطة لضمان حفظها للتاريخ والأجيال القادمة. 

اليوم ومع عصر التحول الإلكتروني ودخول برامج الكمبيوتر لحياتنا ومفاصل العمل، امتدت تلك النظرة التهميشية العربية للأرشيف إلى مدخلي البيانات، وأهمية البيانات، فتجد أنهم الأدنى أجراً وتقديراً، بينما هم المحور الأهم، والركيزة الأساسية للأداء، ومن غيرهم يتعثر. 

نلمس كيف تتعرقل معاملة في رحلة «الإنجاز الذكي» لهذا المرفق أو ذاك بسبب بيانات غير مكتملة جراء عدم إدراجها بالطريقة الصحيحة من صاحبها أو من مدخل البيانات المكلف بها. لقد أصبحت البيانات منجم ذهب للكثير من الشركات والجهات، وتحولت لحرب بينها وحتى على مستوى الدول، وتابعنا الأزمات التي ظهرت بين دول كبرى وشركات عملاقة تتعامل مع البيانات مثل «جوجل» وغيرها.

وأصبحت قضية البيانات موضع نقاش في مؤتمرات دولية كمنتدى الأمم المتحدة العالمي الثاني للبيانات الذي استضافته دبي الشهر الماضي، والذي أطلق في ختام أعماله «إعلان دبي» الذي دعا «لزيادة التمويل وحشد الموارد لتلبية احتياجات جمع البيانات للتنفيذ الكامل لأجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030». 

وغداً تنظم كلية الابتكار التقني في فرع جامعة زايد بدبي المؤتمر الدولي التاسع عشر لأنظمة معلومات هندسة الإنترنت الذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز تلك الأنظمة في عصر «البيانات الكبيرة» والذكاء الاصطناعي، وهما المجالان المهمان للغاية للاقتصاد العالمي بشكل عام واقتصاد المعرفة بشكل خاص.

ومن هنا علينا إيلاء قطاعي الأرشيف و«البيانات» والعاملين فيهما الاهتمام الذي يستحقانه حتى يكون طريقنا لاقتصاد المعرفة والتحولات الذكية يمضي بخطى ثابتة غير متعثرة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرشيف وبيانات أرشيف وبيانات



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates