بقلم : علي العمودي
بدأت جموع حجاج البيت الحرام العودة إلى ديارهم سالمين غانمين بعد أن أنعم الله عليهم بأداء الفريضة بكل سهولة ويسر وانسيابية وأجواء آمنة مطمئنة بفضل من الخالق عز وجل، والجهود الجبارة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
تابعنا بإعجاب وانبهار تلك الجهود الخيرة والموفقة لفرق رجال الشرطة والدفاع المدني والمتطوعين الذين كانوا يصلون الليل بالنهار، وكانوا خير معين لضيوف الرحمن، فقد كان الفرد منهم يقوم بأكثر ما هو مطلوب منه لخدمة الحجيج، وهم يحنون على كبير السن والنساء والأطفال والعجزة، تراهم يتسابقون لحمل هذا العجوز الطاعن أو العاجز حركياً لإيصاله لمقصده أو حمايته من أشعة الشمس الحارقة خلال تنقلاتهم في الأماكن المكشوفة في بعض مناطق المشاعر، ويوزعون المياه الباردة عليهم والرذاذ المبرد للتخفيف من أثر حرارة الطقس عليهم.
من بين تلك المشاهد، تبرز كذلك اليقظة العالية لرجال القوات المسلحة الملكية السعودية، ووحدات الدفاع الجوي السعودي التي حرصت على توفير منظومة دفاع صاروخي لاعتراض الهجمات الصاروخية التي قد تطلقها المليشيات الإرهابية الحوثية الإيرانية، وتستهدف أطهر وأقدس بقاع الأرض وأكثرها أماناً. ولا عجب في ذلك فهذه المليشيات الإرهابية التي تجردت من كل الاعتبارات الأخلاقية والدينية باعت نفسها للشيطان الأكبر الرابض في قم وطهران، ودأبت على استهداف تلك الأماكن المقدسة والمدنيين في المدن السعودية، وقد رد الله كيدهم إلى نحورهم، بفضل من لدنه، ولليقظة العالية لهؤلاء الأبطال من منسوبي الدفاع الجوي أو المرابطين عند الحد الجنوبي.
لقد كشفت تلك الهجمات الصاروخية للمليشيات الإرهابية الحوثية الايرانية شراسة المخطط التوسعي الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار بلداننا الخليجية والأمن القومي العربي إجمالاً من جهة. كما كشفت من الجهة الثانية حالة اليأس والاحتضار التي تعيشها هذه المليشيات الانقلابية الارهابية بعد تضييق الخناق عليها جراء الانتصارات المتلاحقة والتقدم المتسارع على الأرض الذي تحققه قوات الشرعية والمقاومة اليمنية بإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ومشاركة قواتنا المسلحة الباسلة.
كما تؤكد هذه الهجمات حجم العبث الإيراني والدور الاستفزازي الإيراني في دعم هذه المليشيات بالعدة والعتاد والمخططات الإجرامية الإرهابية مع تواجد «الحرس الثوري» وعناصر حزب «اللات» الإرهابي اللبناني، حمى الله أرض الحرمين وسائر بلداننا من كل شر.