بقلم : علي العمودي
في كثير من البلدان والمجتمعات الخارجية، عندما يسمعون بوجود وزيرة دولة للسعادة في الإمارات، وشرطة للسعادة، ودوريات تابعة، وتغيير مسمى مراكز خدمات المراجعين إلى «إسعاد المتعاملين»، يعتقدون أن الحديث يتعلق بكوكب آخر من دون أن يستوعبوا أبعاد رؤية قيادة الإمارات التي جعلت من السعادة والإيجابية منهاج عمل، وأسلوب حياة.
خلال الأيام القليلة الماضية، كنا على موعد مع مبادرة نوعية جديدة من مبادرات إسعاد الناس، ونحن نتابع إطلاق شرطة أبوظبي لأول مركز متنقل لشرطة السعادة، يقدم خدماته ليغطي النطاق الجغرافي لمنطقة الظفرة شاسعة المساحة.
لا يستوعب من تلك المجتمعات الخارجية، وبالأخص في عالمنا العربي، كيف تلتقي السعادة مع الأداء الشرطي؟.
لقد كانت رؤية القيادة الحكيمة منذ البدايات الأولى لبناء مؤسسات الدولة، تقوم على تأسيسها وفق منظور خاص، يعتمد على أن تكون دوماً عوناً للمواطن والمقيم وخدمته، قبل أن يتطور المنظور لمرحلة أوسع وأشمل لإسعاد المتعامل مع هذه الجهة أو تلك، وقد كان في مقدمة تلك الدوائر، الأجهزة الشرطية التي أصبحت بمستوى تعاملها مع الجمهور، صديقة للمجتمع، لأنها تنظر لكل فرد فيه على أنه شريك لها في المحافظة على الأمن. ولعل خير مثال هنا، مبادرة شرطة أبوظبي «كلنا شرطة».
وها هي الشرطة عندنا تقطع شوطاً إضافياً على طريق إسعاد المتعاملين، فبعد الحديث عن دوريات السعادة، تابعنا إطلاق شرطة أبوظبي للمركز المتنقل للسعادة الذي يصل للمراجعين في أماكنهم، خاصة في المناطق التي لا تتوافر فيها تلك الخدمات المطلوبة، ويقدمها المركز المتنقل مثل خدمة إصدار وتجديد رخص القيادة وملكيات المركبات وفتح البلاغات، وكذلك دفع المخالفات والخدمات الذكية إلى جانب أعمال الشرطة المجتمعية والدعم والإسناد.
ناهيك عن التعامل مع البلاغات العادية وأعمال التحقيق الجنائي والمروري، وغيرها من المهام، وحتى تلك المتعلقة بإدارة الأزمات والكوارث، توفيراً لوقت الجمهور والوصول إليه حيثما كان، لإنجاز معاملاته وإسعاده، وتجنيبه عناء التنقل والمتابعة.
إطلاق مركز شرطة السعادة المتنقل، نقطة تحول في أداء شرطة أبوظبي، تضاف إلى مبادراتها المتعددة لتعزيز وترسيخ مفهوم إسعاد المتعاملين بصورة ملموسة، تعزز مناخ وبيئة الإيجابية التي تحرص عليها قيادتنا الرشيدة، تجسيداً لرؤيتها الثاقبة بأن الإيجابية والسعادة يرتقيان بالإنسان وعمله لخدمة وطنه. وهي مبادرة ندعو الجميع للاستفادة منها، فكراً ونهجاً وعملاً.