بقلم - علي العمودي
شاركت مختلف مدن وهيئات الدولة والمواطنون والمقيمون مساء أمس، في المبادرة العالمية المعروفة بساعة الأرض، حيث أطفئت الأنوار والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة لتذكير الجميع بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة التي تتعرض لاستنزاف وهدر خطيرين، تهدد الكوكب الذي نعيش عليه، وبالأخص ما يتعلق بظاهرة التغير المناخي.
المبادرة العالمية التي كان قد دعا إليها الصندوق العالمي للطبيعة، وبدأتها للمرة الأولى مدينة سيدني الأسترالية في العام 2007، أصبحت اليوم وفي ذكراها الثالثة عشرة تشهد مشاركات واسعة، فبعد أن كان عدد المدن المشاركة محدوداً ارتفع لثمانية آلاف مدينة ويزيد حول العالم مع ارتفاع الوعي بهذه الأخطار وضرورة إيجاد الحلول، التزاماً نحو أجيال الحاضر والمستقبل ولتأمين الموارد الطبيعية وتنميتها والمحافظة عليها.
«ساعة الأرض» مبادرة عالمية تقام سنوياً، يدرك القائمون عليها أنها لا تقارن بمقدار الأخطار التي تحدق بكوكبنا إذا ما استمر الاستنزاف، وإنما هي دعوة لتحفيز كل فرد في العالم ليبادر ويعمل للحد من هدر الموارد، بخطوات بسيطة كترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وفصل النفايات وإعادة تدويرها.
لقد كانت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تنبهت لهذه المخاطر من خلال التوقيع على الاتفاقات الدولية الخاصة بالتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، بل غيرت من مسمى وزارة البيئة في أحدث تشكيل وزاري لتكون وزارة التغير المناخي والبيئة، تجسيداً للاهتمام الكبير الذي توليه لهذه القضية ذات التماس المباشر بمستقبل الحياة لما لها من تأثير عميق وملحوظ على الموارد الطبيعية والأمن الغذائي المستقبلي. وقد عززت الدولة تلك التوجهات بجملة من القوانين والتشريعات والمبادرات المتنوعة التي تتمحور جميعها حول صون الطبيعة.
ويعتز أبناء الإمارات بأن الحفاظ على البيئة ومواردها كان من القضايا التي حظيت باهتمام مبكر وخاص في فكر ورؤية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكانت محل تقدير وإعجاب العالم. ومضت على ذات النهج قيادتنا الرشيدة وهي تطور من آليات وقواعد التعامل مع التحديات البيئية المعاصرة.
«ساعة الأرض» رسالة تذكير لنا جميعاً بمسؤولياتنا للتعامل بوعي مع الموارد الطبيعية، وكذلك مع موردين مهمين للغاية حرصت الدولة على توفيرها لنا، وهما الماء والكهرباء، وخاصة أن كلفة توفيرهما عالية جداً، وأقل واجب وتقدير لهذه الجهود.. ترشيد الاستهلاك.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد