بقلم : علي العمودي
تتجدد لقاءات العلم والفكر والإبداع مع موسم جديد للمحاضرات بالمجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال شهر رمضان المبارك، والذي استهل باكورة أعماله مساء أمس الأول بمحاضرة للدكتور محمد البشاري الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، وكانت بعنوان «المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة»، وقد أسهبت الصحف المحلية في التغطية الخاصة بها.
واقع المسلمين في أوروبا وغيرها من بلدان ومناطق الاغتراب، يحمل إلى جانب قصص النجاح، واقعاً آخر جرى استغلاله من قبل الجماعات المتطرفة والمتشددة، سواء في المعسكر الغربي الذين يغذون النزعات العنصرية باستهدافهم للمهاجرين، وبالأخص المسلمين أو على الطرف الآخر من قبل المتاجرين بالدين الذين تمكنوا من إيجاد موطئ قدم لهم هناك، مستغلين في السنوات الماضية القوانين الفضفاضة في أوروبا والولايات المتحدة فيما يتعلق باللجوء والحريات، قبل أن يكشفوا عن الوجه القبيح لهم، ويلحقوا أكبر تشويه بديننا الإسلامي الحنيف ورسالة الوسطية والاعتدال التي يحملها، وفي مقدمة هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وغيرها من التنظيمات المتطرفة والدموية التي خرجت من تحت عباءاتها كالقاعدة وداعش».
لعل أحدث نموذج ومثال أمامنا، التفجير الإرهابي الذي شهدته مدينة مانشستر البريطانية، وذهب ضحيته -كما كل الأعمال الإرهابية الخسيسة- مجموعة من الأبرياء، والذي نفذه إرهابي مرتبط بتلك الجماعات في ليبيا، واتخذت منها منطلقاً للتخريب والفساد في الأرض الليبية والجوار. ومنها انطلق أولئك القتلة الفجرة الذين استهدفوا أبرياء في جريمتهم الإرهابية النكراء بمدينة المنيا في صعيد مصر.
وبالمقابل يشعر المسلمون في أوروبا بالكثير من الامتنان والتقدير للجهود الإنسانية والخيرية التي تقوم بها مؤسسات دولة الإمارات في العديد من مناطق القارة الأوروبية، وفي مقدمتها «خليفة الإنسانية»، حيث نجدها ترعى بناء المساجد ودور العلم التي تقدم إلى جانب العلوم العصرية دروساً في تحفيظ القرآن الكريم وتبصير المسلمين بجوهر دينهم وقيم الوسطية والاعتدال والتسامح وحسن التعايش بين البشر.
لمست هذا الجهد الطيب المبارك خلال زياراتي لمراكز أنشأتها المؤسسة، وكذلك سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، في بريطانيا والسويد وهولندا وفرنسا وإسبانيا وصربيا والجبل الأسود. مبادرات طيبة تتطلب تضافر الجهود لتحصين أخوة لنا في أوروبا من سموم المتاجرين بالدين.