بقلم : علي العمودي
في ظرف دقيق تمر به منطقتنا الخليجية، وتواجه معه تحديات جمّة، في مقدمتها التحديات الأمنية والعسكرية، وحتى الاقتصادية يحز في نفس المرء أن يرى من يشذ عن الصف، ويختار أن يصطف في معسكر يقف ضد تطلعات ومصالح شعوبنا الخليجية وأمتنا العربية، وكذلك الإسلامية، ويعمل دون كلل على النيل منها.
يتابع المرء باستغراب شديد إصرار البعض في قطر على إيواء جماعات إرهابية مارقة وتبني أطروحاتها ومواقفها التآمرية ضد الأشقاء والأصدقاء على حد سواء، وتحويل منصات وموارد قطر لاستهداف كل ما فيه الخير للمنطقة وشعوبها. فذلك ما تفعله بامتياز القنوات والمنصات المدعومة من قطر، وزاده استفزازاً مواقف رسمية تؤكد دعمها لأعداء منطقتنا الخليجية، وفي مقدمتها إيران وتوابعها في المنطقة بدءاً مما يعرف بـ «حزب الله» في لبنان وسوريا، وانتهاء بـ «جماعات الحوثيين» في اليمن، ومروراً بالجماعات المذهبية المتطرفة في البحرين والعراق.
كنّا نعتقد أن ما جرى خلال فترات سابقة من جفوة تسببت فيها قطر مع عدد من شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي كفيل باستعادة تلك الدوائر القطرية رشدها وإعادة حساباتها عند التعامل مع ما يمس أمن واستقرار شعوبنا، ولكن للأسف أثبتت أحداث الأيام القليلة الماضية إصراراً قطرياً على المضي على الدرب ذاته في التحالف مع القوى المعادية لشعوبنا ودولنا في هذه المنطقة التي تحتاج إلى كل جهد صادق ومخلص لتعزيز الأمن والاستقرار فيها. فما جرى مؤخراً استهدف كل ما يؤكد عليه قادتنا من توحيد للجهود للتصدي بحزم لمنافذ ومنابر الشرور الداعمة للإرهاب، والتي تعمل على تقويض منجزاتنا ومكتسباتنا التي تحققت لشعوبنا على مدى العقود الماضية، ولا ندري أي مصلحة وطنية قطرية في الاصطفاف ضمن المعسكر المناوئ للإجماع الخليجي والعربي والإسلامي.
الأشقاء في قطر يدركون جيداً ما تسببت به السياسات الإيرانية والعصابات الإرهابية التي تأتمر بأمر طهران من خراب ودمار في مناطق عدة، ومنها أقطار خليجية وعربية شقيقة، لذلك لا يملك المرء تفسيراً لهذه المواقف القطرية، والإصرار على المضي في الدرب المدمر ذاته، والتغريد خارج السرب الخليجي والإجماع العربي والإسلامي.
نتمنى شيئاً من الرشد للإخوة في قطر قبل أن ينقلب السحر على الساحر، وتحرقهم نيران عبث يصرون عليه بسياساتهم ومواقفهم التي لا تمتّ للحكمة ولا للمصلحة الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية بصلة.